تحسين القبيح وتقبيح الحسن

الثعالبي ت. 429 هجري
47

تحسين القبيح وتقبيح الحسن

محقق

نبيل عبد الرحمن حياوي

الناشر

دار الأرقم بن أبي الأرقم

رقم الإصدار

لا يوجد

مكان النشر

بيروت / لبنان

وَقَالَ الشَّاعِر: لَيْسَ للحاجات إِلَّا ... من لَهُ وَجه وقاح ولسان ذُو فضول ... وغدو، ورواح وأنشدني اليوسفي الزوزنيّ للحرشي الرَّازِيّ: سَأَلت زماني، وَهُوَ بِالْجَهْلِ عَالم وبالسخف مَشْهُور، وبالنقص مُخْتَصّ فَقلت لَهُ: هَل من سَبِيل إِلَى الْغنى ... فَقَالَ: طَرِيقَانِ، الوقاحة وَالنَّقْص تقبيح الزّهْد سُئِلَ الشبلي عَن الزّهْد فَقَالَ: الزّهْد لَا شَيْء، لِأَن الشَّيْء لَا يَخْلُو من أَن يكون رِزْقِي؛ فَأَنا لَا أدفعه عني بزهدي فِيهِ، وَلَا يكون رِزْقِي، فَأَنا لَا أحصله برغبتي فِيهِ. تقبيح الْجُود قَالَ أَبُو الْأسود: الْجُود تبذير. والمبذرون إخْوَان الشَّيَاطِين. وَكَانَ يَقُول: لَا تجادوا الله فَإِنَّهُ أَجود وأمجد، وَلَو شَاءَ أَن يُوسع على خلقه حَتَّى لَا يكون فيهم مُحْتَاج لفعل. وَكَانَ ابْن المقفع يَقُول: إِن مَالك لَا يعم النَّاس، فاخصص بِهِ ذَوي الْحق من أهلك، ودع الْأَجَانِب جانبًا.؟

1 / 60