199

قال القاسم عليه السلام في (مناسكه): يبدأ بالصفا ويختم بالمروة. قال أبو العباس: إذا بلغ المروة كان شوطا وإذا عاد إلى الصفا كان شوطا، وحكاه عن القاسم، فإذا فعل ذلك فقد فرغ من الطواف والسعي.

ثم يأتي رحله، فإذا كان يوم التروية (1) سار ملبيا إلى منى، ويستحب له أن يصلي الظهر والعصر بمنى، والمغرب والعشاء الآخرة ليلة عرفة ويبيت بها، فإذا أصبح يوم عرفة صلى بها صلاة الفجر، وإن أتاها في آخر ليلة عرفة أستحب له أن يعرس (2) بها ساعة، فإذا أصبح صلى بها صلاة الفجر.

ثم يسير منها إلى عرفة، وليكن في هذا اليوم صائما إن استطاع، فإذا انتهى إليها نزل بها حتى يصلي الظهر والعصر، ثم جاء إلى الموقف، فإن أحب أن يأتيه بعد الظهر فعل، ثم يقف في الموقف، وعرفة كلها موقف ما خلا بطن عرنة، وينبغي له أن يجتهد في الدنو من موقف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيما بين الجبال، فإذا وقف ذكر الله تعالى وسبحه وهلله واستغفره ودعا لنفسه وللمؤمنين والمؤمنات، إلى أن تجب الشمس(3)، والمستحب في الوقوف هو الجمع بين جزء من النهار وجزء من الليل، على أصل يحيى عليه السلام.

فإذا غربت الشمس أفاض ملبيا نحو المزدلفة بالسكينة والوقار، ويكثر من الذكر والإستغفار، ولا يصلي المغرب والعشاء الآخرة حتى يحصل بها (4)، ثم يجمع فيما بينهما.

فإذا طلع الفجر صلى بها صلاة الصبح، ثم يمضي إلى المشعر الحرام فيقف به ساعة يدعو الله ويذكره ساعة، ويسبحه ويهلله ويصلي على النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

صفحة ١٩٩