89

تهذيب الرياسة وترتيب السياسة

محقق

إبراهيم يوسف مصطفى عجو

الناشر

مكتبة المنار

رقم الإصدار

الأولى

مكان النشر

الأردن الزرقاء

وَكَانَ يَدْعُو هَؤُلَاءِ النَّفر وروى أَن الْقُرَّاء كَانُوا أَصْحَاب مشورة عمر ﵁ كهولا كَانُوا وشبانا وَرُوِيَ أَنه اسْتَشَارَ فِي حد الْخمر فَقَالَ ﵊ ترَاهُ إِذا سكر هذى وَإِذا هذى افترى وعَلى المفتري ثَمَانُون جلدَة فَعمل بِرَأْيهِ وَاسْتَشَارَ فِي قصَّة الْمَرْأَة الَّتِي بعث إِلَيْهَا فَأَلْقَت جَنِينا مَيتا من الْفَزع فَقَالَ عُثْمَان وَعبد الرَّحْمَن بن عَوْف إِنَّمَا أَنْت وَال مؤدب وَقَالَ عَليّ ﵇ أرى عَلَيْك دِيَته لِأَنَّك أفزعتها وَأخذ بِرَأْيهِ وَالْأَخْبَار فِي هَذَا الْبَاب عَن رَسُول الله ﷺ وَالْخُلَفَاء الرَّاشِدين تكْثر جدا وَتخرج بِنَا عَن حد الِاخْتِصَار فلنقصر مِنْهَا على هَذَا الْمِقْدَار ولنذكر شَيْئا من كَلَام الْحُكَمَاء والبلغاء فَمن كتاب الْمُبْهِج يَنْبَغِي للْملك إِذا كَانَ ذِي رَأْي أصيل أَن يستشير فيستنير ويستمد وَلَا يستبد فَإِن ثَمَرَة المشورة أحلى من الْعَسَل المشور قَالَ بعض البلغاء من اسْتَشَارَ استبصر وَمن استخار استظهر وَقيل من استبد بِرَأْيهِ خفت وطأته على أعدائه وَقَالَ بَعضهم لَا يَسْتَغْنِي حَلِيم

1 / 182