287

تهذيب الرياسة وترتيب السياسة

محقق

إبراهيم يوسف مصطفى عجو

الناشر

مكتبة المنار

رقم الإصدار

الأولى

مكان النشر

الأردن الزرقاء

بِإِذْنِهِ ثمَّ الْتفت إِلَى الشُّهُود فَقَالَ اشْهَدُوا أَنِّي قد بلغت رِسَالَة أَمِير الْمُؤمنِينَ ثمَّ خرج فَأتى بَاب المعتصم مسرعا فَاسْتَأْذن عَلَيْهِ فَأذن لَهُ فَلَمَّا دخل عَلَيْهِ قَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ قد كذبت عَلَيْك وَاحِدَة ثمَّ أَرْجُو بهَا الْجنَّة وَلَك الْفَخر قَالَ وَمَا هِيَ قَالَ كَانَ من الْأَمر كَيْت وَكَيْت فَضَحِك المعتصم وَقَالَ أَحْسَنت أحسن الله إِلَيْك ثمَّ لم يلبث أَن جَاءَ الأفشين مستأذنا فَأذن لَهُ فَلَمَّا اسْتَقر مَجْلِسه قَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ جَاءَنِي رِسَالَة مِنْك مَعَ قَاضِي الْقُضَاة فِي معنى أبي دلف فَمَا تَأْمُرنِي فِي شَأْنه قَالَ نعم أَنا أرْسلت إِلَيْك فِيهِ فاحذر أَن تتعرض لَهُ إِلَّا بِالْخَيرِ فَأَفلَت من يَده بذلك
وَرُوِيَ أَن بعض الْعمَّال رفع على خَالِد بن يزِيد بن مزِيد أَنه اقتطع أَمْوَالًا واحتجز بَعْضهَا فَغَضب المعتصم وَحلف ليأخذن أَمْوَال خَالِد وليعاقبنه فلجأ خَالِد إِلَى القَاضِي أَحْمد بن أبي دَاوُود فاحتال أَحْمد حَتَّى جمع بَينه وَبَين خَصمه الَّذِي رفع عَلَيْهِ فَلم تقم على خَالِد حجَّة فَعرف ابْن أبي دَاوُود المعتصم بذلك وشفع إِلَيْهِ فِي خَالِد فَلم يشفع فأحضر خَالِد وأحضرت آلَات الْعقُوبَة وَقد كَانَ قبل ذَلِك قبض على أَمْوَاله وضياعه وَصَرفه عَن الْعَمَل فَحَضَرَ ابْن أبي دَاوُود الْمجْلس فَجَلَسَ دون مَجْلِسه

1 / 381