112

تهذيب الرياسة وترتيب السياسة

محقق

إبراهيم يوسف مصطفى عجو

الناشر

مكتبة المنار

رقم الإصدار

الأولى

مكان النشر

الأردن الزرقاء

فَقَالَ الْمَأْمُون قد مَاتَ حقدي لحياة عذرك وعفوت عَنْك وَأعظم من عفوي عَنْك أَنِّي لم أجرعك امتنان الشافعين ثمَّ سجد الْمَأْمُون طَويلا ثمَّ رفع رَأسه فَقَالَ يَا إِبْرَاهِيم أَتَدْرِي لم سجدت فَقلت شكرا لله ظفرك بعدو دولتك فَقَالَ مَا أردْت هَذَا وَلَكِن شكرا لله على مَا ألهمنيه من الْعَفو عَنْك فَقَالَ إِبْرَاهِيم (إِن الَّذِي خلق المكارم حازها ... فِي صلب آدم للْإِمَام السَّابِع) (ملئت قُلُوب النَّاس مِنْهُ مهابة ... ويضل يكلؤهم بقلب خاشع) (فعفوت عَمَّن لم يكن عَن مثله ... عَفْو وَلم يشفع إِلَيْك بشافع) (ورحمت أطفالا كأفراخ القطا ... وحنين وَالِده بقلب جازع) (رد الْحَيَاة عَليّ بعد ذهابها ... كرم المليك الْقَادِر المتواضع) فَقَالَ الْمَأْمُون لَا تَثْرِيب عَلَيْك قد عَفَوْت عَنْك ورددت مَالك وضياعك فَقَالَ فِي ذَلِك (رددت مَالِي وَلم تبخل عَليّ بِهِ ... وَقبل ردك مَالِي قد حقنت دمي) (فَأَبت عَنْك وَقد خولتني نعما ... هما الْحيتَان من موت وَمن عدم) (فَلَو بذلت دمي أبغي رضاك بِهِ ... وَالْمَال حَتَّى أسل النَّعْل من قدمي)

1 / 205