التحبير لإيضاح معاني التيسير
محقق
محَمَّد صُبْحي بن حَسَن حَلّاق أبو مصعب
الناشر
مَكتَبَةُ الرُّشد
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م
مكان النشر
الرياض - المملكة الْعَرَبيَّة السعودية
تصانيف
قوله: "وأسر كلمة خفية" فسرها قوله: "ولا تسألوا الناس شيئًا" وهو حث على العفة، وإفراد الله بإنزال الحاجات به وعدم سؤال أحد من العباد شيئًا من الأشياء، ويأتي تحريم السؤال وجواز ما يجوز منه [٧١/ ب].
٤٢/ ٣ - وعَنِ ابْنِ عُمَرَ ﵁ قَالَ: كُنَّا إذا بايَعْنَا رَسُولَ الله قال: ﷺ: عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فَيَقُولُ لَنَا: "فِيمَا اسْتَطَعْتُمْ" أخرجه الستة (١). [صحيح].
الحديث الثالث: تقدم معناه، وفيه زيادة أنه كان ﷺ يلقنهم: "فيما استطعتم".
قال النووي (٢): وهذا من كمال شفقته ورأفته بأمته يلقنهم أن يقول أحد: فيما استطعت لئلا يدخل في عموم تنفيذ ما لا يطيقه، وفيه: أنه إذا رأى الإنسان من يلتزم ما لا يطيقه ينبغي له أن يقول: لا تلتزم ما لا تطيق فيضرك تنفيذه، وهو من نحو قوله ﷺ: "عليكم من الأعمال ما تطيقونه" (٣) انتهى.
والحديث فيه حكم واحد، وهو أنه لا تكليف إلا بما يطاق.
الحديث الرابع:
٤٣/ ٤ - وعَنْ أُمَيْمَةَ بِنْتِ رُقَيْقَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: أَتَيْتُ النَّبي ﷺ فِي نِسْوَةٍ مِنَ الأَنْصَارِ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ الله! نُبَايِعُكَ عَلَى أَنْ لاَ نُشْرِكَ بِالله شَيْئًا، وَلاَ نَسْرِقَ، وَلاَ نَزْنِي، وَلاَ نَأْتِي بِبُهْتَانٍ نَفْتَرِيهِ بَيْنَ أَيْدِينَا وَأَرْجُلِنَا، وَلاَ نَعْصِيَكَ فِي مَعْرُوفٍ، قَالَ: "فِيمَا اسْتَطَعْتُنَّ وَأَطَقْتُنَّ". فقلنا: الله وَرَسُوُلهُ أَرْحَمُ بِنَا مِنَّا بأنْفُسِنَا، هَلُمَّ نُبَايِعْكَ. قال سفيان ﵀: تعني صافحنا؟ فقال: "إِنِّي لاَ
(١) البخاري رقم (٧٢٠٢) ومسلم رقم (١٨٦٧) وأبو داود رقم (٢٩٤٠) والترمذي رقم (١٥٩٣) والنسائي رقم (٤١٨٧، ٤١٨٨) مالك في "الموطأ" (٢/ ٩٨٢). (٢) في شرحه لـ "صحيح مسلم" (١٣/ ١١). (٣) وهو جزء من حديث عائشة الصحيح. أخرجه البخاري رقم (٤٣) ومسلم رقم (٧٨٥) ومالك في "الموطأ" (١/ ١١٨) والنسائي رقم (١٦٤٢).
1 / 213