118

تهافت الفلاسفة

محقق

الدكتور سليمان دنيا

الناشر

دار المعارف

رقم الإصدار

السادسة

مكان النشر

القاهرة - مصر

أن زيد مثلًا لو أطاع الله أو عصاه لم يكن الله عالمًا بما يتجدد من أحواله لأنه لا يعرف زيدًا بعينه فإنه شخص وأفعاله حادثة بعد أن لم تكن، وإذا لم يعرف الشخص لم يعرف أحواله وأفعاله بل لا يعلم كفر زيد ولا إسلامه وإنما يعلم كفر الإنسان وإسلامه مطلقًا كليًا لا مخصوصًا بالأشخاص، بل يلزم أن يقال: تحدى محمد ﷺ بالنبوة وهو لم يعرف في تلك الحالة أنه تحدى بها، وكذلك الحال مع كل نبي معين وإنه إنما يعلم أن من الناس من يتحدى بالنبوة وأن صفة أولئك كذى وكذى فأما النبي المعين بشخصه فلا يعرفه فإن ذلك يعرف بالحس والأحوال الصادرة

1 / 210