التفسير الكبير

الطبراني ت. 360 هجري
62

التفسير الكبير

تصانيف

إلا ما حرم إسرائيل على نفسه

[آل عمران: 93] يعني لحوم الإبل؛ وكان ذبح البقرة أفضل من ذبح الغنم فخصت بذلك.

قوله عز وجل: { قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي }؛ أسائمة أم عاملة؟ قوله تعالى: { إن البقر تشابه علينا }؛ هذه قراءة العامة؛ وقرأ محمد الأموي: (إن الباقر) هو جمع البقر. قال قطرب: يقال في جمع البقرة: بقر وباقر وباقور وبقور. فإن قيل: لم قال { تشابه } والبقر جمع؛ ولم يقل تشابهت؟ قيل: فيه ثلاثة أقوال: أحدها: أنه ذكر لتذكير لفظ البقر كقوله:

أعجاز نخل منقعر

[القمر: 20]. وسئل عن هذا سيبويه فقال: (كل جمع حروفه أقل من حروف لفظ واحده؛ فإن العرب تذكره). وقال الزجاج: (معناه أنه أراد جنس البقر).

وقوله تعالى: { تشابه } فيه سبع قراءات: (تشابه) بفتح التاء والهاء وتخفيف الشين؛ وهي قراءة العامة. وقراءة الحسن: (تشابه) بالتخفيف وهاء مضمومة؛ يعني تتشابه. وقراءة الأعرج: (تشابه) بفتح التاء والتشديد وضم الهاء على معنى: تتشابه. وقرأ مجاهد: (تشبه) كقراءة الأعرج إلا أنه بغير ألف. وفي مصحف أبي: (تشابهت) أنثه لتأنيث البقر. وقرأ ابن إسحاق: (تشابهت) بالتشديد. وقرأ الأعمش: (متشابه).

قوله تعالى: { وإنآ إن شآء الله لمهتدون }؛ يعني إلى وصفها. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

" واسم الله لو لم يستثنوا لما بينت لهم إلى آخر الأبد ".

قوله تعالى: { قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلول }؛ أي لا مذللة بالعمل، { تثير الأرض }؛ أي ليست بحراثة، { ولا تسقي الحرث }؛ أي ليست ناضحة لا يسقى عليها الزرع. قوله تعالى: { مسلمة }؛ أي برية من العيوب. وقال الحسن: (مسلمة القوائم ليس فيها أثر العمل). قوله تعالى: { لا شية فيها }؛ أي لا عيب فيها. وقال قتادة (لا بياض فيها أصلا). وقال مجاهد: (لا بياض فيها ولا سواد). وقيل: ليس فيها لون يفارق سائر لونها. والذلول في الدواب: بمنزلة الذليل في الناس؛ يقال: رجل ذليل؛ ودابة ذلول.

وقوله تعالى: { قالوا الآن جئت بالحق }؛ أي بالوصف البين التام؛ فطلبوها؛ فلم يجدوها بكمال وصفها إلا عند الفتى البار بوالديه؛ فاشتروها منه بملئ مشكها ذهبا. وقال السدي: (بوزنها عشر مرات ذهبا). وقوله تعالى: { فذبحوها وما كادوا يفعلون }؛ أي من غلاء ثمنها. وقيل: وما كادوا يجدونها باجتماع أوصافها. وقيل: لأن كل واحد منهم خشي أن يكون القاتل من قبيلته.

صفحة غير معروفة