408

تفسير جوامع الجامع

محقق

مؤسسة النشر الإسلامي

الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٨ هجري

الغالب في الخداع حيث عصم دماءهم وأموالهم في الدنيا وأعد لهم الدرك الأسفل من النار في الآخرة * (قاموا كسالى) * أي: متثاقلين لاعن رغبة * (يراءون الناس) * يقصدون بصلاتهم الرياء والسمعة * (ولا يذكرون الله ) * أي: لا يصلون * (إلا قليلا) * لأنهم لا يصلون قط (1) غائبين عن عيون الناس وما يجاهرون به قليل، أو لا يذكرون الله بالتسبيح والتحميد إلا ذكرا قليلا في الندرة، والمراءاة: مفاعلة من الرؤية كأن المرائي يري الناس عمله وهم يرونه استحسانه، ويجوز أن يكون بمعنى التفعيل كما قيل: نعمه وناعمه (2)، وقد قرئ في الشواذ: " يرؤون " (3) مثل يرعون أي: يبصرونهم أعمالهم.

سورة النساء / 144 - 147 * (مذبذبين) * إما حال عن واو * (يراءون) * نحو قوله: * (ولا يذكرون) * أي:

يراؤون الناس غير ذاكرين مذبذبين، أو منصوب على الذم يعني: ذبذبهم الشيطان * (بين) * الكفر والإيمان فهم مترددون بينهما متحيرون. وحقيقة المذبذب: الذي يذب عن كلا الجانبين، أي: يذاد ويدفع فلا يقر في حال واحدة كما قيل: فلان يرمى به الرجوان (4)، وقراءة ابن عباس: " مذبذبين " بكسر الذال (5) معناه:

يذبذبون قلوبهم أو دينهم أو رأيهم، و * (ذلك) * إشارة إلى الكفر والإيمان * (لا) * منسوبين * (إلى هؤلاء) * فيكونوا مؤمنين * (ولا) * منسوبين * (إلى هؤلاء) * فيكونوا كافرين.

صفحة ٤٥٤