353

تفسير جوامع الجامع

محقق

مؤسسة النشر الإسلامي

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٨ هجري

حملهم على البخل والرئاء وكل شر وفساد، ويجوز أن يكون وعيدا لهم بأن يكون الشيطان مقرونا بهم في النار * (وماذا عليهم) * أي: أي شئ عليهم من الوبال والتبعة في الإيمان والإنفاق في سبيل الله، وهذا توبيخ لهم وتهجين وإلا فإن المنفعة كل المنفعة في ذلك * (وكان الله بهم عليما) * وعيد لهم.

* (إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما) * (40) الذرة: النملة الصغيرة، وقيل: كل جزء من أجزاء الهباء ذرة (1)، وفي هذا دلالة على أنه لو نقص من الأجر أدنى شئ أو زيد على المستحق من العقاب لكان ظلما * (وإن تك حسنة) * أي: وإن تك مثقال الذرة حسنة، وإنما أنث لكونه مضافا إلى مؤنث، وقرئ: " حسنة " بالرفع (2) على " كان " التامة * (يضعفها) * أي:

يضاعف ثوابها، * (ويؤت من لدنه أجرا عظيما) * أي: ويعط صاحبها من عنده على سبيل التفضل عطاء عظيما، وسماه أجرا لأنه تابع للأجر، وقرئ: " يضعفها " بالتشديد (3).

* (فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا (41) يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا) * (42)

صفحة ٣٩٩