تفسير جوامع الجامع
محقق
مؤسسة النشر الإسلامي
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٨ هجري
الطلبتين (1) معا، لأن رأس المال كان هو الهدى فلم يبق لهم، ولم يصيبوا الربح لأن الضال خاسر.
* (مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمت لا يبصرون) * (17) ثم زاد سبحانه في الكشف عن حالهم بضرب المثل، فقال: * (مثلهم) * أي:
حالهم كحال * (الذي استوقد نارا) *، وضع " الذي " موضع " الذين "، كقوله سبحانه: * (وخضتم كالذي خاضوا) * (2)، أو قصد جنس المستوقدين، أو أراد الجمع الذي استوقد نارا، على أن المنافقين لم تشبه ذواتهم بذات المستوقد، بل شبهت قصتهم بقصة المستوقد، فلا يلزم تشبيه الجماعة بالواحد، واستوقد: طلب الوقود، والوقود: سطوع النار وارتفاع لهبها، والإضاءة: فرط الإنارة، وهي متعدية في الآية، ويحتمل أن تكون غير متعدية مسندة إلى * (ما حوله) * والتأنيث للحمل على المعنى، لأن ما حول المستوقد أشياء وأماكن.
وجواب " لما ": * (ذهب الله بنورهم) *، ويجوز أن يكون محذوفا، لطول الكلام وأمن الالتباس، كأنه قيل: * (فلما أضاءت ما حوله) * خمدت فبقوا متحيرين متحسرين على فوت الضوء، وعلى هذا فيكون * (ذهب الله بنورهم) * كلاما مستأنفا، كأنهم لما شبهت حالهم بحال المستوقد اعترض سائل فقال: ما بالهم قد اشبهت حالهم حال هذا المستوقد؟ فقيل له: * (ذهب الله بنورهم) *، ويجوز أن يكون قوله: * (ذهب الله بنورهم) * بدلا من جملة التمثيل على سبيل البيان.
صفحة ٧٧