327

تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم

محقق

الدكتورة

الناشر

مكتبة السنة-القاهرة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٥ - ١٩٩٥

مكان النشر

مصر

من الزِّيَادَة فِيهِ وَهُوَ اللَّهُمَّ اصحبنا مِنْك بِصُحْبَة واقلبنا بِذِمَّة أَي احفظنا فِي سفرنا بحفظك واقبلبنا بأمانك وعهدك وَقد قَالَ الله تَعَالَى فِي ضِدّه للْكفَّار ﴿وَلَا هم منا يصحبون﴾ أَي لَا يجارون وَلَا يحفظون رغم أَنفه أَي ذل ونال مَا يكره وَقَالَهُ ابْن الْأَعرَابِي بِفَتْح الْغَيْن والرغم الذلة وَالْأَصْل الرغام التُّرَاب مَعْنَاهُ قد ذل حَتَّى لصق أَنفه بِالتُّرَابِ وَلم ينل مَا يحب يُقَال رغم يرغم رغما وَفِي الْأَثر (رغم أنف من أدْرك أَبَوَيْهِ أَو أَحدهمَا عِنْده الْكبر فَلم يدْخل الْجنَّة) لِأَنَّهُ ضيع إِذْ أدركهما فِي حَال يُمكنهُ برهما وصلتهما ففرط فِي ذَلِك تفريطا أبعده عَن الْجنَّة فقد دخل فِي فعله ذَلِك وخاب فِي عَاقِبَة أمره من غَشنَا فَلَيْسَ منا أَي لَيْسَ من أَخْلَاقنَا الْغِشّ وَقَالَ ابْن الْأَنْبَارِي الْغِشّ نقيض النصح وَإِظْهَار مَا لَيْسَ فِي الْبَاطِن وَالْمعْنَى فِي كل مَا جَاءَ من هَذَا أَنه لَيْسَ منا فِي ذَلِك الْفِعْل الَّذِي قد خَالَفنَا فِيهِ هَل تضَارونَ فِي رُؤْيَة الشَّمْس من رَوَاهُ بِالتَّخْفِيفِ فَهُوَ من الضير أَي لَا يُخَالف بَعْضكُم بَعْضًا فيكذبه وَلَا تنازعون يُقَال ضاره مضارة إِذا خَالفه وَيُقَال ضاره يضيره وَأهل الْعَالِيَة يَقُولُونَ يضوره وَقيل لَا تضَارونَ أَي لَا تضايقون والمضارة المضايقة وَالضَّرَر الضّيق وَرُوِيَ لَا تضَامون فِي رُؤْيَته أَي لَا يَنْضَم بَعْضكُم إِلَى بعض فِي وَقت

1 / 359