312

تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم

محقق

الدكتورة

الناشر

مكتبة السنة-القاهرة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٥ - ١٩٩٥

مكان النشر

مصر

بِالْمُتَكَبِّرِينَ وَمن ذكر مَعَهم والمتكبر والمتجبر الَّذِي يستحقر النَّاس ويزدريهم وَلَا يرى لَهُم قدرا وَيرْفَع نَفسه ويعظمها وعَلى ذَلِك من ختم لَهُ بِالْإِسْلَامِ وإخلاص النِّيَّة بِالتَّوْحِيدِ فَالنَّجَاةُ حَاصِلَة لَهُ وَإِن ناله مَا ناله الْقدَم الَّذِي يضع الله ﷿ فِي النَّار هم الَّذين قدمهم من شرار خلقه ليكونوا فِيهَا وأثبتهم لَهَا فهم قدم الله للنار كَمَا أَن الْمُسلمين قدم الْجنَّة أَي مثبتون لَهَا فِي مَا قدم من حكمه حكى ذَلِك الْهَرَوِيّ عَن الْحسن الْبَصْرِيّ وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس ثَعْلَب الْقدَم كل مَا قدمت قَالَ الله تَعَالَى ﴿أَن لَهُم قدم صدق عِنْد رَبهم﴾ أَي سَابِقَة من الْخَيْر نالوا بهَا الْمنَازل الرفيعة وأصل الْقدَم الشَّيْء تقدمه قدامك ليَكُون عدَّة لَك إِذا قدمت عَلَيْهِ وَمِنْهُم من قَالَ فِي قَوْله ﴿حَتَّى يضع رجله﴾ شَيْئا نَحْو هَذَا ويحتج بِمَا حَكَاهُ أهل اللُّغَة أَن الْعَرَب تَقول كَانَ ذَلِك على رجل فلَان أَي فِي زَمَانه وَعَهده وَوَقته فَقَالَ يحْتَمل أَن يضع فِيهَا مَا يقدره الله ويحتمه فِي ذَلِك الْوَقْت والحين فِيهَا وَالصَّوَاب عِنْد أهل التَّحْقِيق ترك الْخَوْض فِي هَذَا لِأَنَّهُ لَا يعلم إِلَّا بِوَحْي مَعَ الْإِقْرَار بِأَنَّهُ لَا علم لنا إِلَّا مَا علمنَا مَعَ حفظ الْقلب من أَن يلم وَجه من وُجُوه التَّشْبِيه الَّذِي قد نفته الْأَدِلَّة الجلية وشفاؤنا مِنْهُ قَالَ تَعَالَى ﴿لَيْسَ كمثله شَيْء﴾ والسلامة بِهَذَا مَضْمُونَة والجراءة فِيهِ والاقتحام عَلَيْهِ غير مَأْمُون وَبِاللَّهِ التَّوْفِيق

1 / 344