272

تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم

محقق

الدكتورة

الناشر

مكتبة السنة-القاهرة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٥ - ١٩٩٥

مكان النشر

مصر

وَقد قَالَ عمر فِيهَا وَالَّتِي تنامون عَنْهَا أفضل تَنْبِيها على مَا جَاءَ فِي الْأَثر من أَن صَلَاة اخر اللَّيْل محضورة وَقد أَخذ بذلك أهل الْحرم فَإِنَّهُم يصلونَ التَّرَاوِيح بعد أَن يَنَامُوا فَلهُ ﵁ ثَوَاب الْوَجْهَيْنِ لتنبيهه على ذَلِك لَا عدوى هُوَ أَن يكون بِبَعِير جرب أَو بِإِنْسَان برص أَو جذام فتتقى مخالطته ومؤاكلته خوفًا من أَن يعدوه مَا بِهِ إِلَى من يخالطه أَي يُجَاوِزهُ إِلَيْهِ وَيتَعَلَّق بِهِ وَيُقَال أعداه الدَّاء وَقد أبطل الْإِسْلَام ذَلِك بقوله ﷺ لَا عدوى وَالْعلم لله وَحده وَلَا صفر يُقَال كَانَت الْعَرَب ترى أَن فِي الْبَطن حَيَّة تصيب الْإِنْسَان إِذا جَاع وتؤذيه وَذَلِكَ مَذْكُور فِي أشعارهم وَقيل إِن معنى ذَلِك تأخيرهم تَحْرِيم الْمحرم إِلَى صفر وَفِي الْمُجْمل إِن الصفر دَابَّة فِي الْبَطن تصيب الْمَاشِيَة وَالنَّاس يُقَال مِنْهَا رجل مصفور وَلَا هَامة قَالَ أَبُو عبيد كَانَت الْعَرَب تَقول إِن عِظَام الْمَوْتَى تصير هَامة فتطير وَكَانُوا يسمون ذَلِك الطَّائِر الَّذِي زَعَمُوا أَنه يخرج من هَامة الْمَيِّت إِذا بلي الصدى وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي كَانُوا يتشاءمون بهَا فجَاء النَّص يَنْفِي ذَلِك أَي لَا تشاءموا وَيُقَال أصبح فلَان هَامة إِذا مَاتَ وَكَانُوا يَقُولُونَ إِن الْقَتِيل تخرج من هامته هَامة فَلَا تزَال تَقول اسقوني اسقوني حَتَّى يقتل قَاتله وَيُقَال أَيْضا بالزاي ازقوني ازقوني

1 / 304