، قال: { فانطلقا حتى إذآ أتيآ أهل قرية } [77] لئاما فطافا في المجالس ف { استطعمآ [أهلها] فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه قال لو شئت لتخذت عليه أجرا * قال هذا فراق بيني/ وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا * أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر } [77-79] إلى آخر الآية. فإذا جاء الذي يتخيرها وجدها منخرقة، فيجاوزها، وأصلحوها بخشبة، { وأما الغلام } فطبع يوم طبع كافرا، كان أبواه قد عطفا عليه، فلو أنه أدرك أرهقهما { طغيانا وكفرا * فأردنآ أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما * وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة } [80-82] الآية.
{ أرأيت إذ أوينآ إلى الصخرة فإني نسيت الحوت ومآ أنسانيه إلا الشيطن أن أذكره واتخذ سبيله في البحر عجبا } [63]
328- أنا قتيبة بن سعيد - في حديثه - عن سفيان، عن عمرو، عن سعيد بن جبير، قال: قلت لابن عباس إن نوفا البكالي يزعم أن موسى بني إسرائيل ليس بموسى الخضر، قال: كذب عدو الله، [حدثنا] أبي بن كعب،
" عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال: قام موسى عليه السلام خطيبا في بني إسرائيل، فقيل له،: أي الناس أعلم؟ قال: أنا. قال: فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إليه، فأوحى الله إليه؛ بل عبد من عبادي بمجمع البحرين هو أعلم منك. قال: أي رب، فكيف السبيل إليه؟. قال: تأخذ حوتا في مكتل فحيث ما فقدت الحوت فاتبعه، فخرج موسى ومعه فتاه يوشع بن نون، ومعهما الحوت، حتى انتهيا إلى صخرة فنزلا عندها، فوضع موسى عليه السلام رأسه فنام، قال سفيان: في غير حديث عمرو: وفي أصل الصخرة عين يقال لها الحياة، لا يصيب شيء من مائها شيئا إلا حيي؛ فأصاب الحوت من ماء تلك العين فتحرك وانسل من المكتل، فدخل البحر، فلما استيقظ موسى { قال لفته آتنا غدآءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا } [62] قال: فلم يجد النصب حتى جاوز ما أمر به. فقال له فتاه يوشع بن نون: { أرأيت إذ أوينآ إلى/ الصخرة فإني نسيت الحوت ومآ أنسانيه إلا الشيطن أن أذكره واتخذ سبيله في البحر } [63] قال له موسى: { قال ذلك ما كنا نبغ فارتدا على آثارهما قصصا } [64] فرجعا يقصان آثارهما وجدا سربا في البحر كالطاق ممر الحوت، فكان لهما عجبا وللحوت سربا، فلما انتهيا إلى الصخرة إذا هما برجل مسجى بثوب، فسلم عليه موسى عليه السلام، قال: وأني بأرضك السلام؟ قال أنا موسى، قال: موسى بني إسرائيل؟ قال: نعم قال: { هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا } [66] قال له الخضر: يا موسى إنك على علم من علم الله علمكه الله؛ وأنا على علم من علم الله علمنيه الله لا تعلمه، قال: بل أتبعك { قال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا * فانطلقا } [70-71] يمشيان على الساحل فمرت بهم سفينة فعرف الخضر فحملوهم في السفينة، فركبا، فوقع عصفور على حرف السفينة، فغمس منقاره في البحر، فقال الخضر: يا موسى ما علمي وعلمك وعلم الخلائق في علم الله إلا مقدار ما غمس هذا العصفور منقاره. قال: فلم يفجأ موسى إذ عمد الخضر إلى قدام السفينة فخرق السفينة فقال موسى: قوم حملونا بغير نول عمدت إلى سفينتهم فخرقتها { لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا * قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا * قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا * فانطلقا } [71-74] فإذا هما بغلام يلعب مع الغلمان فأخذ الخضر رأسه فقطعه، قال له موسى: { أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا * قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا * قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصحبني قد بلغت من لدني عذرا * فانطلقا حتى إذآ أتيآ أهل قرية استطعمآ أهلها فأبوا أن يضيفوهما } [74-77] فمر الخضر بجدار { يريد أن ينقض فأقامه } [77] قال له موسى: إنا دخلنا / هذه القرية فلم يطعمونا ولم يضيفونا { لو شئت لتخذت عليه أجرا * قال هذا فراق بيني وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا } [77-78] قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " وددنا أن موسى صبر حتى يقص علينا من أمرهما "
وكان ابن العباس يقرؤها: " وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا. وأما الغلام فكان كافرا ".
{ فارتدا على آثارهما قصصا } [64]
329- أخبرني عمران بن يزيد، نا إسماعيل بن عبد الله بن سماعة، عن الأوزاعي، قال أخبرني ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس، أنه تمارى هو والحر بن قيس حصن الفزاري في صاحب موسى. قال ابن عباس: هو خضر، فمر بهما أبي بن كعب الأنصاري، فدعاه ابن عباس فقال: إني تماريت وصاحبي هذا في صاحب موسى الذي سأل السبيل إلى لقائه. هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر شيئا؟ قال: أي نعم. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" بينا موسى في ملإ من بني إسرائيل إذ جاءه رجل، فقال: هل تعلم أحدا أعلم منك؟. فقال موسى عليه السلام: لا. فأوحى الله إلى موسى: بلى، عبدنا خضر. فسأل موسى عليه السلام السبيل إلى لقيه، فجعل الله له الحوت آية، وقيل: إذا فقدت الحوت، فارجع فإنك ستلقاه. فكان موسى عليه السلام يتبع أثر الحوت في البحر. قال فتى موسى لموسى: { أرأيت إذ أوينآ إلى الصخرة فإني نسيت الحوت ومآ أنسانيه إلا الشيطن أن أذكره } [63] قال موسى عليه السلام: { قال ذلك ما كنا نبغ فارتدا على آثارهما قصصا * فوجدا } [64-65] خضرا فكان من شأنهما ما قص الله في كتابه ".
{ فأبوا أن يضيفوهما } [77]
330- أنا محمد بن علي/ بن ميمون، نا الفريابي، نا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن أبي بن كعب قال:
صفحة غير معروفة