تفسير القرآن

التستري ت. 283 هجري
182

تفسير القرآن

محقق

محمد باسل عيون السود

الناشر

منشورات محمد علي بيضون / دارالكتب العلمية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٣ هـ

مكان النشر

بيروت

تصانيف

التفسير
السورة التي يذكر فيها النبأ [سورة النبإ (٧٨): آية ١١] وَجَعَلْنَا النَّهارَ مَعاشًا (١١) قوله تعالى: وَجَعَلْنَا النَّهارَ مَعاشًا [١١] أي أنوار القلوب وتنويرها بذكرنا معاشًا لنفس الروح والعقل، مثل عيش الملائكة، فأما العيش الآخر فهو طريق العوام. ثم قال: ليس من أخلاق المؤمن التذلل عند الفاقة، وقبيح بالفقراء يلبسون الخلقان وهموم الأرزاق في قلوبهم، وإنما أصل هذه الأمور ثلاث: السكون إلى الله جل وعز، والهرب من الخلق، وقلة الأذى. ولقد كان عامر بن عبد قيس يقول إذا أصبح: اللهم إن الناس قد انتشروا لحوائجهم، وإن حاجتي أن تغفر لي «١» . [سورة النبإ (٧٨): آية ٢٦] جَزاءً وِفاقًا (٢٦) قوله ﷿: جَزاءً وِفاقًا [٢٦] قال: وافق عذاب النار الشرك لأنهما عظيمان، فلا عذاب أعظم من الشرك. [سورة النبإ (٧٨): الآيات ٣٣ الى ٣٤] وَكَواعِبَ أَتْرابًا (٣٣) وَكَأْسًا دِهاقًا (٣٤) قوله تعالى: وَكَواعِبَ أَتْرابًا [٣٣] قال: يعني الجواري القينات أترابًا مستويات على ميلاد واحد. قوله تعالى: وَكَأْسًا دِهاقًا [٣٤] أي مملوءه متتابعة. ولقي حكيمًا حكيمٌ بالموصل فقال: تشتاق إلى الحور العين؟ فقال: ألا أشتاق إليهن، فإن نور وجوههن من نور الله تعالى ﷿، فغشي عليه، فحمل إلى منزله، فكان الناس يعودونه شهرًا. وقد قال ابن عباس ﵄: لو أن جارية منهن بصقت في سبعة أبحر، لكانت الأبحر أحلى من العسل «٢» . والله ﷾ أعلم.

(١) كتاب الزهد لابن أبي عاصم ص ٢٢٥. (٢) الترغيب والترهيب ٤/ ٢٩٩ (رقم ٥٧١٧) .

1 / 185