تفسير القرآن

التستري ت. 283 هجري
154

تفسير القرآن

محقق

محمد باسل عيون السود

الناشر

منشورات محمد علي بيضون / دارالكتب العلمية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٣ هـ

مكان النشر

بيروت

تصانيف

التفسير
ألا ترى أن موسى صعق عند التجلي، ففي الضعف جابه النبي ﷺ في مشاهدته كفاحًا ببصر قلبه، فثبت لقوة حاله وعلو مقامه ودرجته. [سورة النجم (٥٣): آية ٤٠] وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرى (٤٠) قوله تعالى: وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرى [٤٠] قال: أي سوف يرى سعيه ويعلم أنه لا يصلح للحق ويعلم الذي يستحقه سعيه، وأنه لو لم يلحقه فضل الله لهلك سعيه. [سورة النجم (٥٣): الآيات ٤٣ الى ٤٤] وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكى (٤٣) وَأَنَّهُ هُوَ أَماتَ وَأَحْيا (٤٤) قوله تعالى: وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكى [٤٣] قال: يعني أضحك المطيع بالرحمة، وأهلك العاصي بالسخط، وأضحك قلوب العارفين بنور معرفته، وأبكى قلوب أعدائه بظلمات سخطه «١» . وَأَنَّهُ هُوَ أَماتَ وَأَحْيا [٤٤] قال: أمات قلوب الأعداء بالكفر والظلمة، وأحيا قلوب الأولياء بالإيمان وأنوار المعرفة. [سورة النجم (٥٣): آية ٤٨] وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنى وَأَقْنى (٤٨) وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنى وَأَقْنى [٤٨] قال: ظاهرها متاع الدنيا، وباطنها أغنى بالطاعة وأفقر بالمعصية. وقال ابن عيينة: أغنى وأقنى أي أقنع وأرضى. والله ﷾ أعلم بالصواب.

(١) في تفسير القرطبي ١٧/ ١١٧ ورد قول التستري في تفسير الآية المذكورة: (أضحك الله المطيعين بالرحمة، وأبكى العاصين بالسخط) .

1 / 157