88

تفسير الهواري

تصانيف

197

قوله : { الحج أشهر معلومات } ذكر جماعة من العلماء أنها شوال وذو القعدة وعشرة أيام من ذي الحجة { فمن فرض فيهن الحج } أي فمن أوجب فيهن الحج .

ذكر بعضهم أن عكرمة لقى أبا الحكم البجلي فقال : أنت رجل سوء ، يقول الله : { الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج } ، وأنت تهل بالحج في غير أشهر الحج موجها إلى خراسان أو إلى كذا وكذا .

ذكروا عن جابر بن عبد الله أنه قال : لا يهل بالحج في غير أشهر الحج .

ذكر أنه ذكروا للحسن رجلا يحرم السنة إلى السنة ، فقال : لو أدركه عمر بن الخطاب لأوجع له رأسا . وقال : في أي شهر أحرم فقد وجب عليه الإحرام؛ وأحسن ذلك أن يكون في أشهر الحج .

قوله : { فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج } ذكر عطاء عن ابن عباس أنه قال : الرفت : الجماع ، والفسوق : المعاصي ، والجدال أن يماري بعضهم بعضا حتى يغضبوا .

قوله : { وما تفعلوا من خير يعلمه الله } ، يعني التطوع والفريضة . وهو كقوله : { وما يفعلوا من خير فلن يكفروه } [ آل عمران : 115 ] .

قوله : { وتزودوا فإن خير الزاد التقوى } . قال بعض المفسرين : كان أناس من أهل اليمن يحجون ولا يتزودون ، فأمرهم الله بالزاد والنفقة في سبيله ، وأخبرهم أن خير الزاد التقوى . وقال الحسن : يقول : إذا أراد أحدكم سفرا تزود لسفره خيرا .

قوله : { واتقون يا أولي الألباب } يعني يا أولي العقول ، وهم المؤمنون .

{ ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم } ذكر عن عبيد الله بن أبي يزيد أنه قال : سمعت عبد الله بن الزبير ، وبلغه أن أناسا يأنفون من التجارة في الحج فقال : يقول الله : { ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم } يعني به التجارة في مواسم الحج .

ذكروا عن الحسن أنه كان لا يرى بأسا بالتجارة في الحج ، في الفريضة وغيرها .

قوله : { فإذا أفضتم من عرفات } . ذكر بعض المفسرين أن رسول الله A أفاض من عرفات بعد غروب الشمس .

ذكر بعضهم أن رسول الله A قال : « لا تدفعوا حتى يدفع الإمام فإنها السنة » .

ذكر عكرمة عن ابن عباس أن رسول الله A لما أفاض من عرفات قال : « يا أيها الناس عليكم بالسكينة ، لا يشغلنكم رجل عن الله أكبر » .

ذكروا أن رسول الله A قال : « كل عرفة موقف ، وارتفعوا عن عرنة ، وكل جمع موقف ، وارتفوا عن محسر » .

ذكروا أن عمر بن الخطاب أفاض من عرفات وبعيره يجتر ، أي : إنه سار على هيئته .

ذكروا عن ابن عباس أنه قال : عرفة كلها موقف ، وارتفعوا عن عرنة .

صفحة ٨٨