147
{ الحق من ربك فلا تكونن من الممترين } أي : من الشاكين؛ أنهم يعرفون أنك رسول الله ويعرفون الإسلام .
قوله : { ولكل وجهة } أي ولكل قوم وجهة وشريعة { هو موليها } أي : الله موليها ، مثل قوله : { لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا } [ المائدة : 48 ] أي سبيلا وسنة ، والدين واحد وإن اختلفت الشرائع والأحكام . وقال مجاهد : ولكل صاحب ملة وجهة هو مستقبلها . وقال بعضهم : ولكل قبلة هو مستقبلها .
قوله : { فاستبقوا الخيرات } قال بعض المفسرين : لا تغبنن عن قبلتكم { أين ما تكونوا يأت بكم الله جميعا إن الله على كل شيء قدير } . { ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام } . قوله : { ومن حيث خرجت } كقوله : { قريتك التي أخرجتك } [ سورة محمد : 13 ] أي أهلها ، يعني أهل مكة { وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره } أي تلقاءه { لئلا } أي لكيلا { يكون للناس عليكم حجة } .
قال بعض المفسرين : إن أهل الكتاب قالوا حين صرف النبي إلى الكعبة : اشتاق الرجل إلى بيت أبيه ودين قومه . قال : { إلا الذين ظلموا منهم } يعني مشركي العرب في تفسير الحسن . وقال مجاهد : مشركي قريش .
قال الحسن : أخبره أنه لا يحوله عن الكعبة إلى غيرها أبدا ، فيحتج عليك محتجون بالظلم كما احتج عليك مشركو العرب من قولهم لك : رغبت عن قبلة أبائك ثم رجعت إليها ، وأيضا والله لترجعن إلى دينهم؛ فقال الله : { لئلا يكون للناس عليكم حجة } . أي لا يحتج بمثل تلك الحجة إلا الذين ظلموا .
وقال بعضهم : هم مشركو قريش يقولون : إنهم سيحتجون عليك بذلك وكانت حجتهم عليهم بانصرافه إلى البيت الحرام أنهم قالوا : سيرجع إلى ديننا كم رجع إلى قبلتنا؛ فأنزل الله في ذلك هذا كله .
قال : { فلا تخشوهم } في أمر الله ، أي امضوا على ما أكرمكم به . { واخشوني } أي في تركه . { ولأتم نعمتي عليكم ولعلكم تهتدون } أي : لكي تهتدوا . ويعني بالنعمة الجنة .
صفحة ٦٦