145

تفسير الهواري

تصانيف

12

قال : { قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد } أي : بيس الفراش . وقال في آية أخرى : { لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش } [ الأعراف : 41 ] : وقال في آية أخرى : { لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل } [ الزمر : 16 ] ؛ وهو واحد كله . وقال الحسن : فهزمهم الله يوم بدر وحشرهم إلى جهنم .

قوله : { قد كان لكم ءاية في فئتين التقتا } وهما فئتا بدر ، فئة المؤمنين ، وفئة مشركي العرب في تفسير الحسن ومجاهد وغيرهما . فقال : { فئة تقاتل في سبيل الله } يعني النبي عليه السلام وأصحابه { وأخرى كافرة } يعني المشركين { يرونهم مثليهم رأي العين } . قال الحسن : يقول : قد كان لكم أيها المشركون آية في فئتكم وفئة رسول الله A وأصحابه إذ ترونهم مثليهم رأى العين لما أراد الله أن يرعب قلوبهم [ ويخذلهم ] ويخزيهم ، وكان مع رسول الله A الملائكة وجبريل ، لما أراد الله .

وقال الكلبي : لما هزم الله المشركين يوم بدر قالت اليهود : هو والله النبي الذي ذكر لنا؛ لا والله لا ترفع له راية إلا أظفره الله عليها؛ فقال بعضهم لبعض : اتبعوه ترشدوا وتفلحوا . وتربصوا به إلى يوم أحد؛ فلما نكب أصحاب رسول الله A شكت اليهود وارتابوا . فأنزل الله : { قد كان لكم ءاية في فئتين التقتا . . . } إلى آخر الآية .

قال : { والله يؤيد بنصره من يشاء } قال بعض المفسرين : أي : ما أيد به رسول الله من الملائكة ومن نصره . { إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار } أي متفكرا لأولي العقول ، وهم المؤمنون .

صفحة ١٤٥