112

تفسير عبد الرزاق

محقق

د. محمود محمد عبده

الناشر

دار الكتب العلمية

الإصدار

الأولى

سنة النشر

سنة ١٤١٩هـ

مكان النشر

بيروت.

مناطق
اليمن
الامبراطوريات
الخلفاء في العراق
عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ:
٣٧٤ - نا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ حُمَيْدٍ الْأَعْرَجِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عُمَرَ، فَقَرَأَ: ﴿لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ﴾ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿قَدِيرٌ﴾ [البقرة: ٢٨٤] فَبَكَى، قَالَ: وَانْطَلَقْتُ حَتَّى أَتَيْتُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبَّاسٍ، كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عُمَرَ آنِفًا، فَقَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ فَبَكَى، قَالَ: «أَيَّةُ آيَةٍ؟» قَالَ: قُلْتُ: ﴿لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ﴾ إِلَى: ﴿قَدِيرٌ﴾ [البقرة: ٢٨٤] قَالَ: فَضَحِكَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَقَالَ: «يَرْحَمُ اللَّهُ ابْنَ عُمَرَ، أَوَمَا يَدْرِي فِيمَا أُنْزِلَتْ؟ وَكَيْفَ أُنْزِلَتْ؟ إِنَّ هَذِهِ الْآيَةَ حِينَ أُنْزِلَتْ غَمَّتْ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ غَمًّا شَدِيدًا، وَغَاظَتْهُمْ غَيْظًا شَدِيدًا» وَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلَكْنَا، إِنَّمَا كُنَّا نُؤْخَذُ بِمَا تَكَلَّمْنَا، فَأَمَّا مَا تَعْقِلُ قُلُوبُنَا لَيْسَتْ بِأَيْدِينَا، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: " قُولُوا: «سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا»، فَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا قَالَ: فَنَسَخَتْهَا هَذِهِ الْآيَةُ: ﴿آمَنَ الرَّسُولُ﴾ [البقرة: ٢٨٥] إِلَى: ﴿وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ﴾ [البقرة: ٢٨٦] قَالَ: «فَتَجَوَّزَ لَهُمْ عَنْ حَدِيثِ النَّفْسِ، وَأُخِذُوا بِالْأَعْمَالِ»

1 / 381