124

تفسير يحيى بن سلام

محقق

الدكتورة هند شلبي

الناشر

دار الكتب العلمية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م

مكان النشر

بيروت - لبنان

لِلَّهِ وَلَدًا. ﴿وَلا لآبَائِهِمْ﴾ [الكهف: ٥] قَبْلَهُمُ الَّذِينَ كَانُوا فِي الشِّرْكِ. ﴿كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ﴾ [الكهف: ٥] هِيَ عَلَى قِرَاءَةِ النَّصْبِ عَمَلٌ فِي بَابِ كَانَ. وَكَانَ الْحَسَنُ يَقْرَأُهَا بِالرَّفْعِ: كَلِمَةٌ، يَقُولُ: كَبُرَتْ تِلْكَ الْكَلِمَةُ أَنْ قَالُوا: إِنَّ لِلَّهِ وَلَدًا. قَالَ: ﴿إِنْ يَقُولُونَ إِلا كَذِبًا﴾ [الكهف: ٥] قَوْلُهُ: ﴿فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ﴾ [الكهف: ٦] قَاتِلٌ نَفْسَكَ فِي تَفْسِيرِ قَتَادَةَ وَالْعَامَّةِ. ﴿عَلَى آثَارِهِمْ﴾ [الكهف: ٦] ... ﴿أَسَفًا﴾ [الكهف: ٦]، أَيْ: حُزْنًا فِي تَفْسِيرِ ابْنِ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَيْ: حُزْنًا عَلَيْهِمْ ﴿إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ﴾ [الكهف: ٦]، يَعْنِي: الْقُرْآنَ. أَيْ: فَلا تَفْعَلْ. فِيهَا تَقْدِيمٌ. وَقَالَ قَتَادَةُ: ﴿أَسَفًا﴾ [الكهف: ٦]، أَيْ: غَضَبًا. قَالَ يَحْيَى: مِثْلَ قَوْلِهِ: ﴿فَلَمَّا آسَفُونَا﴾ [الزخرف: ٥٥] أَغْضَبُونَا. وَقَالَ مُجَاهِدٌ: أَسَفًا، جَزَعًا. ذَكَرَهُ عَاصِمُ بْنُ حَكِيمٍ. قَوْلُهُ: ﴿إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ﴾ [الكهف: ٧] لِنَخْتَبِرَهُمْ. ﴿أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلا﴾ [الكهف: ٧] أَيُّهُمْ أَطْوَعُ لِلَّهِ، وَقَدْ عَلِمَ مَا هُمْ فَاعِلُونَ. قَوْلُهُ: ﴿وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا﴾ [الكهف: ٨] مَا عَلَى الأَرْضِ. ﴿صَعِيدًا جُرُزًا﴾ [الكهف: ٨] وَالْجُرُزُ هَاهُنَا: الْخَرَابُ فِي تَفْسِيرِ الْحَسَنِ. وَقَالَ قَتَادَةُ: الَّتِي لَيْسَ فِيهَا شَجَرٌ وَلا بِنَاءٌ.

1 / 172