والتسنه عبارة عن مضى السنين ، بالغ الإسرائيليون فى الفساد ، فسلط الله عليهم بخت نصر ، بضم الباء والنون وفتح الصاد مشددة ، وبخت بمعنى عطية أو بان ونصر صنم ، وجد عند الصنم ولم يعرف له أب ، فنسب إليه ، جاءهم من بابل بستمائة ألف راية ، فخرب بيت المقدس ، فقتل ثلثهم وأقر ثلثهم إلى الشام ، وسبى ثلثا ، وهو مائة ألف ، فقسمه بين الملوك الذين معه ، فأصاب كل ملك أربعة ، وكان عاملا لكهراسف على بابل ، وكان عزير ممن سباه ، ولما تخلص من السبى ورم على القرية ، وكان من أهلها ، راكبا على حمار دخلها وطاف بها ، فلم يجد أحدا ، وغالب أشجارها حامل ، فأكل وقطف فى سلة ، وعصر فى زق وربط حماره ، وألقى الله عليه النوم ، وأماته فى نومه ، وأمات حماره ، وحفظ الله تينه وعصيره ، أو لبنه ولحمه والأشجار عن الخلق ، ومضت سبعون سنة ، فسار ملك عظيم من ملوك فارس ، اسمه كوسك ، بإرسال الله ملكا من الملائكة ، يقول له ، إن الله تعالى يأمرك أن تنفر بقومك ، فتعمر بيت المقدسر وإيليا وأرضها حتى تعود أحسن مما كانت ، فانتدب بثلاثة آلاف قهرمان مع كل قهرمان عامل فعمر بيت المقدس أحسن ما كان ورد الله بنى إسرائيل ، وعمروه ثلاثين سنة كأحسن ما كان ، وكثروا .
صفحة ٣١٢