[10.102-109]
{ فهل ينتظرون إلا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم } من الأمم كعاد وثمود وأيام الله يعني وقائعه، وقيل: هل ينتظرون إلا وقائع كوقائع من كان قبلهم، يعني فهل تنتظرون ما أخوفكم به من العذاب وأيام الله ينزل بكم كما نزل بمن قبلكم { إني معكم من المنتظرين } لنزول ذلك { ثم ننجي رسلنا } من العذاب وقت نزوله، وقيل: من شرور أعدائهم { والذين آمنوا } أي وننجي المؤمنين { قل يأيها الناس إن كنتم في شك من ديني } خطاب للكفار لأن المؤمن لا يشك في دينه، وقيل: هو عام أي من ديني الذي أدعوكم إليه وهو الإسلام، يعني لا أعبد شيئا سوى الله تعالى فما تعبدون من الأوثان التي لا تنفع ولا تضر { وأن أقم وجهك للدين حنيفا } ، قيل: أراد بالوجه نفسه، وقيل: معناه استقم في الدين { ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك } إن أطعته { ولا يضرك } إن عصيته { فإن فعلت } أي عبدت غير الله أيها السامع { فإنك إذا من الظالمين } لنفسك { وان يمسسك الله بضر } أي يصيبك من جهته بلاء وشدة ومرض { فلا كاشف له إلا هو } أي لا يقدر أحد على كشفه غيره { وإن يردك بخير } صحة الجسم والنعمة { فلا راد لفضله } لا يقدر على منعه أحد { قل } يا محمد، ثم ختم السورة بعد ذكره الوعد والوعيد بالوعظ الجميل تسلية ووعدا للمؤمنين ووعيدا للكافرين فقال تعالى: { قل يأيها الناس } خطاب عام لجميع المكلفين { قد جاءكم الحق من ربكم } يعني القرآن ودين الإسلام وشرائعه، وقيل: جاءكم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بالمعجزات { فمن اهتدى } إلى الحق وسلك طريقة الهدى { فإنما يهتدي لنفسه } أي لا نفع ذلك يعود عليه، قوله تعالى: { ومن ضل فإنما يضل عليها } لأنه يجني على نفسه ومضرته تعود عليه بالعقاب الدائم { وما أنا عليكم بوكيل } أي لست عليكم بحفيظ من العقاب والهلاك { واتبع ما يوحى إليك واصبر على دعواهم } واحتمل أذاهم واعراضهم { حتى يحكم الله } لك بالنصرة عليهم والغلبة ولما أمر الله نبيه بالصبر ، روي أنه جمع الأنصار وأوصاهم بذلك.
[11 - سورة هود]
[11.1-4]
{ الر } قد تقدم الكلام عليه في سورة يونس { كتاب } يعني القرآن { أحكمت آياته } نظمن نظما رصينا محكما لا يقع فيه نقص ولا خلل كالبناء المحكم، وقيل: منعت من الفساد، قال الشاعر:
ابني حنيفة أحكموا سفهاءكم
إني أخاف عليكم أن أغضبا
وعن قتادة: أحكمت من الباطل ثم فصلته بالفوائد من دلائل التوحيد والأحكام والمواعظ والقصص، أو جعلت فصولا سورة سورة وآية آية، أو فرقت في التنزيل، ولم ينزل جملة واحدة، وقيل: فرقت بين الحق والباطل، وقيل: أحكمت آياته فلا تنسخ كما نسخت التوراة وسائر الكتب المتقدمة { من لدن حكيم خبير } أي هذا الكتاب الذي أتاكم من عند حكيم خبير أي حكيم في أفعاله وتدابيره عالم بأحوال خلقه { وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه } من ذنوبكم { يمتعكم متاعا حسنا } يطول نفعكم في الدنيا بمنافع حسنة مرضية من عيشة واسعة ونعمة متتابعة { إلى أجل مسمى } إلى أن يتوفاكم كقوله تعالى:
فلنحيينه حياة طيبة
[النحل: 97] { ويؤت كل ذي فضل فضله } يعني ويعطي في الآخرة كل من كان له فضل في العمل وزيادة فيه جزاء فضله { وإن تولوا } عن اتباعي.
صفحة غير معروفة