واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله
[البقرة: 281].
[10 - سورة يونس]
[10.1-3]
{ الر } ، قيل: اسم للقرآن، وقيل: اسم للسورة، وقيل: معناه أنا الرب لا رب غيري، وقيل: إسم الله تعالى، وقيل: هو قسم كأنه قيل: والله { تلك آيات الكتاب الحكيم } ، قيل: المراد به القرآن، وقيل: تلك إشارة إلى ما كان وعد الله به أن يعطيه، وقيل: تلك إشارة إلى ما تقدم من الكتب مثل التوراة والانجيل وغيرهما، والوجه الأول قاله الحاكم الحكيم لأنه دليل يعرف به الحق عن الباطل فهو كالناطق بالحكمة والحجج المؤدية إلى معرفته، وقيل: أحكم نظمه فصار معجزة { أكان للناس عجبا } قال ابن عباس: لما بعث الله تعالى محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) أنكر الكفار ذلك، وقالوا: الله أعظم من أن يكون رسوله بشرا مثل محمد فأنزل الله أكان للناس عجبا، وقيل: قالوا العجب أن الله لم يجد رسولا إلا يتيم أبي طالب فنزلت الآية { وبشر الذين آمنوا } أي أخبرهم بما يسرهم وهو أن لهم الجنة وقوله: { قدم صدق } يعني جزاء حسنا ومنزلة رفيعة بما قدموا من أعمالهم { قال الكافرون إن هذا لساحر مبين } يعنون القرآن، وقيل: ساحر يعنون محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) { إن ربكم الله } يعني منشئكم ومربيكم { الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام } من أيام الدنيا أولها الأحد { ثم استوى على العرش } ، قيل: استولى على العرش بإنشاء التدبير من جهته، وقيل: العرش الملك أي هو مستولي على ملكه يفعل ما يشاء { يدبر الأمر ما من شفيع إلا من بعد إذنه } ، قيل: كان الله وخلق الخلق ودبر الأمر ولم يكن معه غيره ممن يحتاج إلى معونته والشفيع مأخوذ من الشفع وهو الزوج خلاف الوتر، وقيل: ما من مدبر إلا من بعد إذنه أي من بعد أمره، وقيل: لا أحد يشفع لأحد إلا بإذنه.
[10.4-10]
{ انه يبدؤ الخلق } في الدنيا أي يخلقهم أحياء ولم يكونوا شيئا { ثم يعيده } يوم القيامة { ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالقسط } أي بالعدل لا ينقص من أجورهم شيئا، ثم بين تعالى أنه القادر على النشأة الثانية فقال تعالى: { هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا } أي خلق القمر نورا للخلق وفيهما من الدلالة وجوه كثيرة: فمنها خلقهم وخلق النور والضياء فيهما ورفعهما وامساكهما ومنازلهما ومشارقهما ومغاربهما وزيادة القمر ونقصانه، فالقمر يقطع المنازل في شهر، والشمس في سنة { وقدره منازل } يعني وقدر مسير القمر منازل وقدره ذا منازل كقوله تعالى:
والقمر قدرناه منازل
[يس: 39] { لتعلموا عدد السنين والحساب } وحساب الأوقات من الأشهر والليالي والسنين والآجال والزرع والشتاء والصيف { ما خلق الله ذلك } إشارة إلى المذكور { إلا بالحق } أي خلقه بالحكمة منفعة لعباده في دينهم ودنياهم كأوقات الصلاة والصوم والحج وغير ذلك من منافع الدنيا والدين، ومع ذلك يدل على وحدانيته وقدرته وكونه عالما لم يزل ولا يزال { يفصل الآيات } يبينها فصلا فصلا { إن في اختلاف الليل والنهار } يعني إتيان أحدهما خلف الآخر، وقيل: اختلافهما ضياء أحدهما وظلمة الآخر { وما خلق الله في السموات } من الكواكب والأفلاك ورفعها بغير عمد ودوران النجوم { والأرض } من أنواع الحيوانات وأنواع الأرزاق والنعم من المأكول والملبوس والمشموم { لآيات } لحجج وعلامات { لقوم يتقون } معاصي الله { إن الذين لا يرجون لقاءنا } لا يخافون عقابنا { ورضوا بالحياة الدنيا } فعملوا لها واختاروها على الآخرة ولم يعملوا للآخرة { واطمأنوا بها } سكنوا إليها { والذين هم عن آياتنا غافلون } فلم يتفكروا { إن الذين آمنوا بالله ورسوله وعملوا الصالحات } أقاموا الصلوات المفروضة { يهديهم ربهم } ، قيل: إلى الجنة، وقيل: بالنور على الصراط، وقيل: يرشدهم في الدنيا إلى الطاعات { تجري من تحتهم الأنهار } يعني من تحت بساتينهم وأسرتهم وقصورهم { دعواهم فيها سبحانك اللهم } أي تنزيها لك عن كل سوء، روي ذلك مرفوعا، وقيل: إنهم يتلذذون بقول التسبيح { وتحيتهم فيها سلام } أي بعضهم يحي بعضا بالسلام، وقيل: هي تحية الملائكة إياهم، وقيل: تحية الله لهم { وآخر دعواهم } وخاتمة دعائهم الذي هو التسبيح { أن الحمد لله رب العالمين }.
[10.11-18]
صفحة غير معروفة