تفسير ابن أبي العز

ابن أبي العز ت. 792 هجري
84

تفسير ابن أبي العز

الناشر

مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

رقم الإصدار

نشر في العددان

تصانيف

التفسير
وبالكسر الإمارة١. قال الزجاج: وجاز الكسر؛ لأن في تولي بعض القوم بعضًا جنسًا من الصناعة والعمل، وكُلُّ ما كان كذلك مكسورٌ، مثل الخياطة ونحوها٢. والولي: خلاف العدو، وهو مشتق من الولي، وهو الدنو والتقرب٣، فولي الله: هو مَنْ والى الله بموافقته في محبوباته، والتقرب إليه بمرضاته، وهؤلاء كما قال الله تعالى فيهم: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ﴾ ٤. قال أبو ذر ﵁: لما نزلت هذه الآية قال النبي ﷺ: "يا أبا ذر لو عمل الناس بهذه الآية لكفتهم"٥.

١ انظر الدر المصون (٥/٦٤٠)، فقد نص السمين على هذا ونسبه للزجاج. وقاله أيضًا البناء في إتحاف فضلاء البشر، ص (٢٣٩) وأصل هذا التوجيه للفراء في معاني القرآن (١/٤١٨، ٤١٩)، وبعضه في مجاز القرآن (١/٢٥١) . ٢ شرح العقيدة الطحاوية، ص (٥٠٥) . وما نسبه للزجاج لم أقف عليه في معاني القرآن. ونقل الأزهري كلام الزجاج في تهذيب اللغة (١٥/٤٤٩) "ولي" ولم يذكر عنه ما قاله المؤلف هنا. وقد نص الأزهري على نحو ما قال المؤلف في كتابه القراءات وعلل النحويين (١/٢٤٨) بدون أن ينسبه لأحد. ثم إنني اطلعت على لسان العرب فوجدته ينقل عن الزجاج بواسطة التهذيب، ويذكر عنه ما قال المؤلف هنا. انظر لسان العرب (١٥/٤٠١) "ولي". فلعل كلام الزجاج سقط من النسخة التي وصلت إلينا من التهذيب. ٣ انظر معجم مقاييس اللغة (٦/١٤١، ١٤٢) "ولي". ٤ سورة الطلاق، الآية: ٢، ٣. ٥ أخرجه ابن ماجة في السنن برقم (٤٢٢٠)، والدارمي في سننه برقم (٢٧٢٥)، والحاكم في المستدرك (٢/٥٣٤) كلهم من طريق أبي السليل عن أبي ذر. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. لكن الشيخ الألباني وغيره حكموا بضعفه. انظر ضعيف سنن ابن ماجة، ص (٣٤٧)، وشرح العقيدة الطحاوية تحقيق التركي وشعيب، ص (٥٠٩) الحاشية. والصواب ما قاله المتأخرون؛ لأن أبا السليل حديثه مرسل عن أبي ذر. انظر التهذيب (٤/٤٥٨) . وأخرجه الإمام أحمد في المسند (٥/١٧٨، ١٧٩)، وابن حبان في الصحيح مع الإحسان برقم (٦٦٦٩) كلاهما من الطريق المذكور، ضمن حديث طويل.

120 / 96