تفسير السلمي
محقق
سيد عمران
الناشر
دار الكتب العلمية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
1421هـ - 2001م
مكان النشر
لبنان/ بيروت
وقال سهل : الضر على وجهين : ضر ظاهر ، وضر باطن ، فالباطن حركة النفس عند | | الوارد واضطرابها ، والظاهر الآلام . وإذا تحرك الباطن تحت الوارد انزعج الظاهر | بالصياح والدعاء .
وقال الحسين : تجلى الحق لسره ، وكشف عنه أنوار كرامته فلم يجد للبلاء ألما فقال : |
﴿مسني الضر﴾
لفقدان ثواب البلاء والضر ، إذ صار البلاء لي وطنا وعلى نعمة .
وقال بعضهم في قوله :
﴿مسني الضر﴾
: أي أنت أرحم بي من أن يمسني معك | الضر .
وقال الجنيد رحمة الله عليه : ليس من صفات البشر أن يتجلد على البلاء إلا بالنظر | إلى المبلى ، إذ ذاك يصير البلاء عنده نعمة ، وإنما معنى هذه الآية : أيمسني الضر وأنت | لي ؟ هذا ما لا يكون .
وقال غيره : نال كل عضو منه البلاء إلى موضع البداء فنادى الضر في الباقي منه | على العافية لا عن موضع البلاء فقال :
﴿مسني الضر﴾
نداء ، لا شكوى . وأنشد | شعرا : |
ولو مضى الكل مني لم يكن عجبا
وإنما عجبي للبعض كيف بقى
أدرك بقية روح فيك قد تلفت
قبل الفراق وهذا آخر الرمق
قال الواسطي رحمة الله عليه في قوله :
﴿وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين﴾
طاعتك خاصة نداء فذكر ضره ومحبته ، وفزع إلى ما عرف من صفته | ونعته ، كما فزع محمد صلى الله عليه وسلم إلى قوله : ' أعوذ برضاك من سخطك ' فاستجبنا له | وكشفنا ما به من ضر لأدبه في وقت السؤال ، وقلة حيلته في وقت الدعاء .
وقال الجنيد رحمة الله عليه : أنت أرحم بي من أن ترينيه ضرا بعد أن جعلتني في | حقيقة الرضاء ، وهو الوقوف معك بلا طلب زيادة أو نقصان .
صفحة ١٢