436

تفسير السلمي

محقق

سيد عمران

الناشر

دار الكتب العلمية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

1421هـ - 2001م

مكان النشر

لبنان/ بيروت

قال النبي صلى الله عليه وسلم : ' الظلم ظلمات | يوم القيامة ' . فإذا أظلم القلب عن المعرفة والإخلاص خرب ، وعلامة خراب القلب | عصيان الجوارح وتعديها وميلها إلى ما فيه من الهلاك ، لذلك قال الله عز من قائل : |

﴿وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة

ومعناها : كانت غافلة عنا ، متبعة لهواها .

قوله تعالى : بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه > 2 <

الأنبياء : ( 18 ) بل نقذف بالحق . . . . .

> > [ الآية : 18 ] .

قال الواسطي رحمة الله عليه : الوعظ للأكابر . ومنهم من له مشار مقذوف ، كقوله : |

﴿بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه

.

قوله تعالى : لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا > 2 <

الأنبياء : ( 22 ) لو كان فيهما . . . . .

> > [ الآية : 22 ] .

قال السيارى : حثك في هذه الآية على الرجوع إليه ، والاعتماد عليه ، وقطع العلائق | والأسباب عن قلبك .

وقوله : ^ ( لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون ) ^ < <

الأنبياء : ( 23 ) لا يسأل عما . . . . .

> > [ الآية : 23 ] .

قال ابن عطاء : كيف يسئل من له الحجة على خلقه ، والقهر عليهم .

وسئل ابن حماد عن قوله : ^ ( لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون ) ^ لم لا . كيف لا يسئل | عما يفعل وهم يسئلون . لم لا يسئل ؟ قال : لأن أفعاله من غير علة .

قوله تعالى ذكره : لا يسبقونه بالقول > 2 <

الأنبياء : ( 27 ) لا يسبقونه بالقول . . . . .

> > [ الآية : 27 ] .

قال القاسم : لا يسبقونه قصدا ولا فعلا ، لأنهم مربوطون بما ذكرهم ، مقموعون بما | عرفهم لئلا يفترى عليهم أحد .

قال الواسطي رحمة الله عليه : ذكر الأنبياء وسائر الخلق بصفاتهم ونعوتهم . قيل : | إنه خلقهم كي يوقنوا ويعلموا أنهم لا يسبقونه بالقول والفعل ، وهم بأمره يعملون .

سمعت محمد بن الحسين بن الخشاب يقول : سمعت أبا القاسم النقاش يقول : | سمعت فهدان بن المبارك يقول : الطريق إلى الله أكثر من نجوم السماء ، وذلك لأن | القلوب تتقلب فكل تقليبة منها طريق إلى الله ، والقلب لا يسكن عن تقلبه إلا قلوب | الموقنين فهي ساكنة إلى الله وساكنة بين يدي الله تنتظر ما يؤدبها الرب إليه فتصرف عن | آداب لها لا بتقديم قول ولا فعل . أما سمعت الله تعالى يقول لما مدح الملائكة

﴿لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون

. |

صفحة ٥