357

تفسير السلمي

محقق

سيد عمران

الناشر

دار الكتب العلمية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

1421هـ - 2001م

مكان النشر

لبنان/ بيروت

قال بعضهم : خاطب كلا على قدره والموعظة الحسنة فيها ترغيب وترهيب .

وقيل : الموعظة الحسنة ما اتعظت بها أولا ثم أمرت .

سئل بعضهم : لم قدم الله تعالى الحكمة ؟ فقال : لأن الحكمة إصابة القول باللسان ، | وإصابة الفكرة بالجنان وإصابة الحركة بالأركان وأن تكلم بكلام بحكمة ، وأن تفكر بفكر | بحكمة .

قال جعفر : الدعوة بالحكمة أن يدعوه من الله إلى الله بالله ، والموعظة الحسنة أن | يرى الخلق في أسر القدرة فيشكر من أجاب ويعذر من أبى .

سمعت عبد الله الرازي يقول : سمعت أبا عثمان يقول : لا يكون الرجل حكيما حتى | يكون حكيما في أفعاله ، حكيما في أقواله ، حكيما في أحواله ، فإنه يقال له ناطق | بالحكمة ، ولا يقال له حكيما .

قوله عز وجل :

﴿وجادلهم بالتي هي أحسن

[ الآية : 125 ] .

قال هي التي ليس فيها من حظوظ النفس شيء ، ولا ترى أنه الممتنع من قبول | الموعظة فتغضب عليه ، إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله : فلا ينجع فيه قولك : |

﴿وهو أعلم بالمهتدين

الموفقين الذين شرحت صدورهم بقبول ما أثبت به .

قوله عز وجل : وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين > 2 <

النحل : ( 126 ) وإن عاقبتم فعاقبوا . . . . .

> > [ الآية : 126 ] .

قال الجنيد : في قوله :

﴿ولئن صبرتم

فلم تعاقبوا لهو خير للصابرين التاركين | العقوبة الذي أباح العلم فعلها بالأدب الذي يتبعه بالأمر ويلزمه بالترغيب إنه خير | للصابرين .

قال أبو سعيد الخراز : أخبر عن موضع الإباحة بالقصاص ونهى عن إمكان النفس | من شهوتها وبلوغ مناها ، وعرف أن الفضل في احتمال مؤن الصبر .

يقول عز وجل :

﴿ولئن صبرتم لهو خير للصابرين

. |

صفحة ٣٧٨