351

تفسير السلمي

محقق

سيد عمران

الناشر

دار الكتب العلمية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

1421هـ - 2001م

مكان النشر

لبنان/ بيروت

قوله تعالى : إن الله يأمر بالعدل والإحسان > 2 <

النحل : ( 90 ) إن الله يأمر . . . . .

> > [ الآية : 90 ] .

قال بعضهم : العدل والإحسان ما استطاعهما آدمي قط لأن الله تعالى يقول :

﴿ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء

فكيف يستطيع أن يعدل بينه وبين الله تعالى في استيفاء | نعمه وتضييع وعظه وحكمه ، وليس من العدل أن تفتر عن طاعة من لا يفتر عن برك | والإحسان هو الإستقامة إلى الموت وهو أن تعبد الله كأنك تراه كالمروى عن النبي صلى الله عليه وسلم .

وقال عليه السلام : ' استقيموا ولن تحصوا ' .

أخبر أنه لا يقدر أحد أن يعدل بين خلقه ، فكيف يعدل بينه وبين ربه .

والفحشاء : هو الإستهانة بالشريعة ' والمنكر ' هو الإصرار على الذنوب ' البغي ' ظلم | العباد وظلمه على نفسه أفظع .

قال النيسابوري : ليس من العدل المقابلات بالمجاهدات ، والعدل : رؤية المنة منه قديما | وحديثا .

والإحسان الاستقامة بشرط الوفاء إلى الأبد ؛ لذلك قال : استقيموا ولن تحصوا .

قال سهل : العدل : قول : لا إله إلا الله . والإحسان : إحسانك إلى من استرعاك الله | أمره ، والفحشاء : الكذب والغيبة والبهتان وما كان من الأقوال . والمنكر : ارتكاب | المعاصي وما كان من الأفعال ، ' يعظكم ' : يؤدبكم باللطف والأدب ، وينبهكم أحسن | أنبائه ، ' لعلكم ' تتعظون : أي تنتهون .

وقال بعضهم : العدل استقامة القلب ، والإحسان : لزوم النفس لكل مستحسن من | الأقوال والأفعال .

وقيل : العدل : اعتدال القلب مع الحق ، والإحسان : لزوم النفس المعاملة على رؤية | الحق .

وقيل : العدل : هو التوحيد ، والإحسان : أداء الفرائض . وإيتاء ذي القربى : صلة | الرحم ، وينهى عن الفحشاء : الرياء والمنكر والمعاصي ، والبغي : الظلم .

قال سفيان بن عيينة : العدل الإنصاف ، والإحسان التفضل .

قوله عز وجل : وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم > 2 <

النحل : ( 91 ) وأوفوا بعهد الله . . . . .

> > [ الآية : 91 ] .

صفحة ٣٧٢