تفسير السلمي
محقق
سيد عمران
الناشر
دار الكتب العلمية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
1421هـ - 2001م
مكان النشر
لبنان/ بيروت
قال الخراز : والله ما هنىء آدم الجنة ولا سكناها ، إذ جعل في جواره الأمر والنهي ، | ولو نظر آدم في نفس المكرمة إلى خفاء الأمر والنهي في ذلك المحل ، ما هنأه نعيم دار | السلام ولا استغف عن تلك الشجرة التي ابتلاه الله بالنهي خوفا ، ولكنه أغفله لتقع به | الهفوة التي من أجلها رأى الزلة وقامت بها الحجة ، وأخرجه من جواره معنفا وسماه | عاصيا .
قوله تعالى : وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة > 2 <
الأعراف : ( 22 ) فدلاهما بغرور فلما . . . . .
> > [ الآية : 22 ] .
قال القرشي : قيل لآدم ادخل الجنة ولا تأكل من هذه الشجرة ، فلما أكلا ناداهما | ربهما والقول على معنى القرب ، والنداء على حد البعد .
قوله تعالى :
﴿فدلاهما بغرور﴾
.
قيل : غرهما بالله ولولا ذلك ما اغتر .
وسئل بعضهم : ما الفرق بين آدم وبين إبليس وقد ترك كل واحد منهما الأمر .
فقال : آدم طالع الخطيئة فأذهلته الخطيئة عن الأمر فارتكب النهي ، وظن إبليس أن | للعبادات العظيمة عنده خطرا وأنه لا يقصد بالتعبد غيره ، فنظر إلى الجنسين فقال : أنا | خير منه فهلك ، وإذا نظرت إلى شأنهما وجدتهما جريا تحت التلبيس ، لكن أحدهما | سومح والآخر لم يسامح .
قوله تعالى : ^ ( فبدت لهما سوءاتهما ) ^ .
قال : سوء الأدب في القرب ليس كسوء الأدب في البعد - وأيضا - لأن التوبة من | الكفر تغفر لصاحبه لا محالة ، والتوبة من الخطيئة لا تحكم بالقبول .
وقيل : يطالب الأنبياء بمثاقيل الذر ، ولا تطالب العامة بذلك لبعدهم عن مصادر | السر .
وقال بعضهم :
﴿بدت لهما سوآتهما﴾
قال : بدت لهما ولم يبد ذلك لغيرهما فهتك | عنهما ستر العصمة .
قوله جل ذكره : قالا ربنا ظلمنا أنفسنا > 2 <
الأعراف : ( 23 ) قالا ربنا ظلمنا . . . . .
> > [ الآية : 23 ] .
قال الحسين : الظلم هو الاشتغال بغيره عنه .
وقال ابن عطاء : ظلمنا أنفسنا باشتغالنا بالجنة وطلبها عنك . |
صفحة ٢٢٤