تفسير ابن فورك - من أول سورة نوح - إلى آخر سورة الناس :: تفسير ابن فورك من أول سورة المؤمنون - آخر سورة السجدة
محقق
سهيمة بنت محمد سعيد محمد أحمد بخاري (ما جيستير)
الناشر
جامعة أم القرى
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
التفسير
مسألة:
وإن سأل عن قوله سبحانه ﴿وَإِذَا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا (٤١) إِنْ كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلَا أَنْ صَبَرْنَا عَلَيْهَا وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلًا (٤٢) أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا (٤٣) أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا (٤٤) أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا (٤٥) ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا (٤٦) وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا (٤٧) وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا (٤٨) لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا (٤٩) وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا (٥٠) وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا (٥١) فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا (٥٢) وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا (٥٣) وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا (٥٤) وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُهُمْ وَلَا يَضُرُّهُمْ وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا (٥٥)﴾ .
[الآيات من ٤١ إلى ٥٥]
فقال ما الهزؤ؟، وما معنى: ليضلنا عن آلهتنا؟، وما معنى:
من أضل سبيلًا؟، وما معنى: أرأيت من اتخذ إلهه هواه؟، وما معنى:
أفأنت تكون عليهم وكيلًا؟، وما معنى: ألم تر إلى ربك كيف مد الظل؟
وما معنى: قبضناه إلينا؟، وما اليسير؟، وما معنى: جعل الليل
لباسًا؟، وما السبات؟، وما النشور؟، وما التصريف؟، وما معنى
أناسي؟، وما معنى: ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرًا؟، وما وجه
اتصال فلا تطع الكافرين؟، وما معنى: مرج البحرين؟، وما معنى: عذب فرات؟، وما معنى: ظهير؟ .
الجواب:
الهزؤ: إظهار خلاف الإبطان لاستصغار القدر على جهة اللهو.
وإنما قالوا ﴿أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا﴾
وهم يظنون أنه ما بعثه
معنى ﴿إِنْ كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا﴾
أي يأخذ بنا في غير جهة عبادتها مما يؤدي إلى هلاكنا.
وقيل ﴿من أضل سبيلًا﴾ أي يعلمون أنه لا أحد أضل منهم.
1 / 195