81

تفسير ابن زمنين

محقق

أبو عبد الله حسين بن عكاشة - محمد بن مصطفى الكنز

الناشر

الفاروق الحديثة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٣هـ - ٢٠٠٢م

مكان النشر

مصر/ القاهرة

[أَيَّة ١٦٨]
﴿وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بعد مَوتهَا﴾ أَي: حِين لم يكن فِيهَا نَبَات فأنبتت ﴿وَبث فِيهَا﴾ يَعْنِي: خلق ﴿وتصريف الرِّيَاح﴾ يَعْنِي: تلوينها؛ فِي تَفْسِير السّديّ ﴿وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لآيَات لقوم يعْقلُونَ﴾ وهم الْمُؤْمِنُونَ.
﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دون الله أندادا﴾ يَعْنِي: أعدالا يعدلونهم بِهِ؛ أَي: يَعْبُدُونَهُمْ ﴿يحبونهم كحب الله﴾ كحب الْمُؤمنِينَ اللَّهِ ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لله﴾ من الْمُشْركين لأوثانهم ﴿وَلَوْ يَرَى الَّذين ظلمُوا﴾ أَي: أشركوا ﴿إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ﴾ أَي: [أَنَّك] ستراهم إِذا دخلُوا النَّار؛ وهنالك يعلمُونَ أَن ﴿الْقُوَّةَ﴾ الْقُدْرَة ﴿لله جَمِيعًا﴾ وَإِن كَانُوا عَن قدرَة اللَّه وعزته فِي الدُّنْيَا غافلين
﴿إِذْ تَبرأ الَّذين اتبعُوا﴾ قَالَ قَتَادَة: وهم الرؤساء فِي الشّرك ﴿من الَّذين اتبعُوا﴾ وهم الضُّعَفَاء؛ اتَّبَعُوهُمْ على عبَادَة الْأَوْثَان ﴿وَرَأَوا الْعَذَاب﴾ أَي: دخلُوا فِيهِ ﴿وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ﴾ يَعْنِي: مَا كَانُوا يتواصلون بِهِ فِي الدُّنْيَا
﴿كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِم﴾ أَي: ندامة.
﴿يَا أَيهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلَالا طيبا﴾ قَالَ مُحَمَّد: يَعْنِي: لَا تَأْكُلُوا، وَلا تنفقوا مِمَّا يحرم عَلَيْكُم. ﴿وَلَا تتبعوا خطوَات الشَّيْطَان﴾ أَي: مَا يَأْمُركُمْ بِهِ. قَالَ مُحَمَّد: خطوَات جمع: خطْوَة، والخطوة بِالضَّمِّ: (ل ٢٣) مَا بَين

1 / 193