تعطير الأنام في تعبير المنام

عبد الغني بن اسماعيل النابلسي ت. 1143 هجري
122

تعطير الأنام في تعبير المنام

الناشر

دار الفكر

مكان النشر

بيروت

يعلو الرجال النساء وإن كانت خالية من ذلك أو بكرًا بلا زوج فإنها تتزوج وإن كانت ذات زوج فإنها تطلق وقد يكون الذكر للمرأة واللحية زيادة وقوة لمن يقوم بأمرها وقيل إن المرأة إذا رأت لها ذكرًا أو لحية أو لبست لبس الرجال فإنها تكون سليطة على زوجها إذا كلمها بكلام تقول له مثله ومس الذكر فرح وسرور. - (ومن رأى) أنه دس ذكره في دبره فإن عمره طويل وإن كانت امرأته حاملًا فإنها تسقط وذكر الرجل في المنام ذكره وشرفه في الناس والزيادة فيه زيادة في ذلك. - (ومن رأى) أن ذكره دخل في جوفه فإنه يكتم شهادة وإن رأى أن ذكره صار في يده وأخرجه من أصله أو بعضه ثم أعاده في مكانه مات له ابن وأصاب بعده لبنًا وربما كان ذلك رجوع مال إليه بعد ذهابه أو انقطاع اسمه ثم عوده إليه. - (ومن رأى) إنه في موضع بين الناس متجردًا وذكره قائم لا يستحي وهو مشغول بعمل خير أو شر فإنه في شدة من طلب أمر من الأمور ويجده ويرتفع أمره وينال ما يتمنى ويظفر بعدوه فإن رأى أن ذكره قائم مستوي القيام فإنه يقوى جده وترتفع دولته فإن انتشر وزاد حتى بلغ فوق رأسه وغلظ أو ضاجعه فإنه ينتشر ذكره في البلاد ويرتفع أمره وشأنه وعمله وينال لذة الشهوات ويكون طول ذكره زيادة في ماله وغلظه جلادته في حرفته وشأنه وقوته قوة أمره وحركته نشاطه فإن رأى أنه بلغ صدره يعلو جده وإن رأى كأنه يمسه تحت الثياب ويجسه وهو منتشر فإنه يعلو ذكره في البلاد وقوة أمره وأمر أولاده. - (ومن رأى) أن ذكره ضعيف فهو مرض ولده وإشرافه على انقطاع ذكره وخموله وافتقاره بقدر ما رأى من ضعفه فإن رأى أنه يمص ذكر إنسان أو حيوان عاش الماص بذكر صاحب الذكر واسمه فإن رأى أنه ختن حسن دينه. - (ومن رأى) أن ذكره قد طال فوق قدره فإنه يصيب غمًا وهمًا فإن رأى كأنه عقد على ذكره فإنه يشتد عليه عيشه ويعسر أمره عليه أو يسخر بولده وربما لم يتزوج لضيق يده والإحليل وهو ثقب الذكر يعبر بالوالدين لما فيه من خروج المني وبالأولاد لأنه سبب التوليد وبالمرأة من أجل الشهوة وبالأخوة والأقارب وبقوة بدن الرجل ويدل على المنطق والأدب وذات اليد وما يملكه الإنسان لأنه يزيد أحيانًا وينقص أحيانًا ويتهيأ أن يحوي شيئًا ويفرغه. - (ومن رأى) كأنه يقبل إحليله صح ولده وإن لم يكن له ولد فإن هذه الرؤيا تدل على أنه سيولد له أولاد فإن كان له أولاد وهم في غربة فإن أولاده يرجعون إليه من غربتهم ويقبلهم ويراهم. - (ومن رأى) أن الشعر ينبت على ذكر أبيه فقد فني عمر أبيه وقرب موته. - (ومن رأى) في إحليله شعرًا كثيرًا فإنه يدل على فجوره وانهماكه في الفساد. - (ومن رأى) أنه يطعم إحليله طعامًا فإنه يموت ميتة سوء. - (ومن رأى) أن ذكره تحول فرجًا فإن جلادته وقوته يستحيلان عجزًا وخورًا ووهنًا وخضوعًا فإن رأى أنه يجس فرج امرأة فتحول ذكرًا فإنه يتغير خلقها فإن ظن أنه لم يزل فرجها ذكرًا فإنها لم تزل سليطة بذيئة اللسان فإن رأى أن لامرأته ذكرًا كذكر الرجل وكان لها ولد في بطنها فإنه يبلغ ويسود أهل بيته وإن لم يكن لها ولد فإنها لا تلد أبدًا وإن ولدت مات الولد ولم يبلغ ربما انصرف ذلك إلى قيمها أو مالكها فيكون له ذكر في الناس وشرف بقدر ذلك الذكر للمرأة وإن نبت على ذكره ذكر آخر لا يمنع نفعه أو طلع عليه زرع أو شجر لم يؤذه فذلك أولاد وأرزاق وإن أضر به ذلك كله صار رديئًا والذكر يدل على من يتعب نفسه ويجتهد في راحة غيره كالرسول والجاسوس والغلام والدابة والشريك والوالد والولد المذكور بهما وربما دل على صيانته أو تبذله ويدل دلوه الذي يسقي به أرضه ويدل على ما ينكحه وعلى علته وسقمه وحياته وموته وجاهه ومنصبه وكسبه فإن رأى في المنام ذكره طويلًا جميلًا منصبًا دل على حسن حال من دل عليه من رسول أو جاسوس أو غلام أو دابة أو شريك أو والد أو ولد وربما استقام حاله وكثر ماله وربما دل ذلك على حفظ فرجه وربما دل ذلك على حسن حال من يتولى سقى أرضه أو عافية زوجته وإن كان الرائي مريضًا أفاق من مرضه وزالت همومه وأنكاده لأن انتشار الذكر إنما يكون عند فراغ الخاطر وطيب العيش وربما انتصر على أعدائه بجاهه ومنصبه ويدل الذكر لصاحب السلاح على سهمه ورمحه ولصاحب الزراعة على محراثه ومنجله وللنجار على مثقبه وللحداد على منفخه وللكاتب على قلمه الذي يجعله في دواته ولصاحب المركب على صاريه وعلى مشراط الحجام وسكين الذباح والعين الباكية وذي العين الواحدة وعلى من ينشر في الليل من دبيب ويأوي إلى الجحر ويدل الذكر الزائد على تحليل النساء لغيره لأن من أسمائه الإحليل وعلى إظهار السر فإن رأى في المنام مجبوبًا أو أسود أو رقيقًا أو رخوًا دل على سوء حال من دل عليه ممن ذكرنا وكثرة الذكور إذا لم تكن بادية للناس دالة على الزيادة في الأهل والمال والولد والأعوان وعلى الزيادة فيمن ذكرناه ويدل الذكر على الذي يتوقف فيما يقول ولا يفعل فهو لذلك ليس له صديق وما حدث في الدبر أو الذكر من زيادة أو نقص عاد ذلك إلى استنجائه وما ينتقي به من كل ما لا يجوز أن ينتقى به كالروث والعظام والطعام والذكر

1 / 125