172

التبيين عن مذاهب النحويين

محقق

د. عبد الرحمن العثيمين

الناشر

دار الغرب الإسلامي

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٠٦هـ - ١٩٨٦م

تصانيف

أحدُهما: أن مبني التَّعجبِ على الإِبهام، ولذلك عدَلوا فيه إلى «ما» لأنَّها أشدُّ إبهامًا من غيرها، والذي تتَّضح بِصلتها، وذلك يناقِضُ موضوعَ التَّعجب. والثاني: أن الخبرَ لابدّ له منه، ومن شَرطه أن يكونَ مفيدًا والخبرُ هنا محذوفٌ على قوله، والذي يقدّره نكرة غير مفيدة، ومن المَعلوم البَيّن أن الذي أَحسنه شيءٌ، فيعرى هذا التّقدير عن فائدة كما يَعرى قولك: رجل قائمٌ عن فائدة. فإن قيلَ: يلزمكم مثل ذلك، لأنّك إذا قدّرت «ما» بشيءٍ كان التَّقدير شيءٌ أحسنَ زيدًا وهذا معلومٌ أيضًا. قيل: جعل المبتدأ نكرة قد جازَ في مواضعَ كقولهم: «شرُّ أهرّ ذا نابٍ» و﴿سلامٌ عليكم﴾ و﴿ويلٌ للمطففين﴾ وغير ذلك، وليس الخبرُ كذلك، وأنتَ لو قلتَ: جاءَني رجلٌ أو رجلٌ جاءني لكانَ مفيدًا بخلاف الخبرِ المحض.

1 / 283