وهذا حديث موضوع ظاهر الوضع. قبح الله من وضعه فوالله لقد وقف شعري من قراءته في حال كتابته، فقبح الله من وضعه، ما آجراه على الله وعلى رسوله والمتهم به عندي: داود بن الحبر. أو العلاء بن خالد. كلاهما قد كذب، ومكحول لم يدرك أبا الدرداء ولا والله ما حدث به مكحول قط. وقد رواه عبد العزيز بن أحمد الكسائي، بطول في كتاب " فضائل شهر رجب " من طريق الحارث بن أسامة: عن داود بن المحبر.
فصل
قال ابن ماجة في السنن: أخبرنا إبراهيم بن المنذر، أخبرنا داود بن عطاء، أخبرنا زيد بن عبد الحميد، عن سليمان بن على بن عبد الله بن عباس، عن أبيه، عن ابن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: " نهى عن صوم رجب كله "
رواه الطبرانى في " الكبير" عن مسعد العطار، عن إبراهيم مثله. وداود بن عطاء المذكور، لينه ابن معين. ورواه البيهقى في " فضائل الأوقات " من هذا الوجه. وقال: داود بن عطاء ليس بالقوى. وإنما الرواية فيه من فعل النبي صلى الله عليه وسلم فحرف الرواة الفعل إلى النهي. ثم إن صح فهو محمول على التنزيه. والمعنى فيه ما ذكره الشافعي في القديم. قال: أكره أن يتخذ الرجل صوم شهر، يكمله من يبن الشهر، كما يكمل رمضان. قال: وكذلك أكره أن يتخذ الرجل يوما من الأيام. ،إنما كرهت هذا؛ لئلا يتأسى جاهل فيظن أن ذلك واجب.
قلت:
والحديث الذي أشار البيهقي إليه من رواية ابن عباس، أخرجه من طريق عثمان بن حكيم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول: لا يصوم.
صفحة ٣٥