92

التبصرة

الناشر

دار الكتب العلمية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م

مكان النشر

بيروت - لبنان

المجلس الخامس فِي قِصَّةِ إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ ﵇ الْحَمْدُ للَّهِ الْعَلِيِّ الْقَوِيِّ الْمَتِينِ، الْقَاهِرِ الظَّاهِرِ الْمُبِينِ، لا يَعْزُبُ عَنْ سَمْعِهِ أَقَلُّ الأَنِينِ، وَلا يَخْفَى عَلَى بَصَرِهِ حَرَكَاتُ الْجَنِينِ، ذَلَّ لِكِبْرِيَائِهِ جَبَابِرَةُ السَّلاطِينِ، وَقَلَّ عِنْدَ دِفَاعِهِ كَيْدُ الشَّيَاطِينِ، قَضَى قَضَاءَهُ كَمَا شَاءَ عَلَى الْخَاطِئِينَ، وَسَبَقَ اخْتِيَارُهُ لَمَّا اخْتَارَ الْمَاءَ وَالطِّينَ، فَهُؤَلاءِ أَهْلُ الشِّمَالِ وَهَؤُلاءِ أَهْلُ الْيَمِينِ، جَرَى الْقَدَرُ بِذَلِكَ قَبْلَ عَمَلِ الْعَامِلِينَ ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ من قبل وكنا به عالمين﴾ . أَحْمَدُهُ حَمْدَ الشَّاكِرِينَ، وَأَسْأَلُهُ مَعُونَةَ الصَّابِرِينَ، وَأُصَلِّي على رسوله المقدم على التبيين، وَعَلَى صَاحِبِهِ الصِّدِّيقِ أَوَّلِ تَابِعٍ لَهُ عَلَى الدِّينِ، وَعَلَى الْفَارُوقِ عُمَرَ الْقَوِيِّ الأَمِينِ، وَعَلَى عُثْمَانَ زَوْجِ ابْنَتِهِ وَنِعْمَ الْقَرِينُ، وَعَلَى عَلِيٍّ بَحْرِ الْعُلُومِ الأَنْزَعِ الْبَطِينِ، وَعَلَى عَمِّهِ الْعَبَّاسِ ذِي الْفَخْرِ الْقَوِيمِ وَالنَّسَبِ الصَّمِيمِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وكنا به عالمين﴾ . إِبْرَاهِيمُ بْنُ تَارِخَ بْنِ نَاحُورَ بْنِ سَارُوغَ بن أرغو بن فالغ [ابن عابر] ابن شَالِخَ بْنِ أَرفخشذَ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحِ [بْنِ لامَكَ بْنِ متوشلخَ بْنِ أهنخَ بْنِ يردَ بْنِ مهلاييلَ بْنِ قاينَ بْنِ أنوشَ. وَأُمُّهُ نونَا بِنْتُ كرينَا بْنِ كوثَا] [مِنْ بَنِي] أرفخشذَ. وَكرينا هُوَ الَّذِي كَرَى نَهْرَ كوثى.

1 / 112