التبصرة
الناشر
دار الكتب العلمية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م
مكان النشر
بيروت - لبنان
وَالثَّانِي: أَنَّهَا ضُرِبَتْ مَثَلا لأَمْرِ النَّبِيِّ ﷺ. وَثُبُوتُ دِينِهِ كَثُبُوتِ الْجِبَالِ الراسية. والمعنى: لو بلغ كَيْدُهُمْ إِلَى إِزَالَةِ الْجِبَالِ لَمَا زَالَ أَمْرُ الإِسْلامِ. قَالَهُ الزَّجَّاجُ.
وَيَدُلُّ عَلَى هَذَا قَوْلُ اللَّهِ ﷿: ﴿فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وعده رسله﴾ وَالْمَعْنَى أَنَّهُ قَدْ وَعَدَكَ بِالنَّصْرِ عَلَيْهِمْ ﴿إِنَّ الله عزيز ذو انتقام﴾ مِنَ الْكَافِرِينَ.
﴿يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ﴾ وَفَيِ مَعْنَى تَبْدِيلِهَا قَوْلانِ: أَحَدُهُمَا: [أَنَّهُ] تُبَدَّلُ بِأَرْضٍ بَيْضَاءَ كَأَنَّهَا فِضَّةٌ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحَرِيرِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو طَالِبٍ الْعُشَارِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ الدُّورِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو العتاب الدلال. حدثنا جرير ابن أَيُّوبَ الْبَجَلِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فِي قَوْلِ اللَّهِ ﷿: ﴿يَوْمَ تُبَدَّلُ الأرض﴾ قَالَ: (أَرْضٌ بَيْضَاءُ كَأَنَّهَا فِضَّةٌ لَمْ يُسْفَكْ فِيهَا دَمٌ حَرَامٌ، وَلَمْ يُعْمَلْ عَلَيْهَا خَطِيئَةٌ) وَهَذَا قَوْلُ ابْنِ عَبَّاسٍ.
وَالثَّانِي: أَنَّهَا تُبَدَّلُ بأرض من فضة. قال أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ.
وَالثَّالِثُ: أَنَّهَا تُبَدَّلُ بِخُبْزَةٍ بَيْضَاءَ فَيَأْكُلُ الْمُؤْمِنُ مِنْ تَحْتِ قَدَمِهِ - قَالَهُ أَبُو هُرَيْرَةَ وَابْنُ جُبَيْرٍ وَالْقُرْطُبِيُّ.
وَالرَّابِعُ: أَنَّهَا تُبَدَّلُ نَارًا. قَالَهُ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ.
وَالْقَوْلُ الثَّانِي أَنَّ تَبْدِيلَهَا: تَغْيِيرُ أَحْوَالِهَا. وَرَوَى أَبُو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّهُ قَالَ: " يَبْسُطُهَا وَيَمُدُّهَا مَدَّ الأَدِيمِ " وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: يُزَادُ فِيهَا وَيُنْقَصُ مِنْهَا، وَتَذْهَبُ آكَامُهَا وَجِبَالُهَا وَأَوْدِيَتُهَا وَشَجَرُهَا وَتُمَدُّ.
وَفِي تَبْدِيلِ السماوات سَبْعَةُ أَقْوَالٍ: أَحَدُهَا أَنَّهَا تُجْعَلُ مِنْ ذَهَبٍ قَالَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ﵁.
1 / 96