بسم الله الرحمن الرحيم
تقديم:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء وخاتم المرسلين النبي العربي محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه أجمعين.
وبعد، فهذا كتاب طبقات خليفة بن خياط أقدمه للقراء أثرًا من أقدم الآثار في الطبقات التي وصلتنا، ووثيقة هامة تترجم لعدد كبير من رجال الحديث في الإسلام خلال قرونه الثلاثة الأول.
وسيتناول تقديمي هذا ترجمة المؤلف، ثم الحديث عن الكتاب.
المؤلف:
هو خليفة بن خياط العصفري البصري، المعروف بشباب، يكنى أبا عمرو. وإنه لمن الصعب -إن لم يكن من المتعذر- رسم صورة واضحة المعالم لحياة هذا المؤرخ الكبير؛ وذلك أن المصادر التي بين أيدينا لم تسعفنا بما يعين على توضيح هذه الصورة، وما جاء عنه فيها لا يعدو ذكر نسبه، وسنة وفاته، وتعداد شيوخه وتلامذته.
ويظهر أن خليفة لم يرحل في الطلب، أو لم يكن واسع الرحلة على أقل تقدير. بل اقتصر في تلقي العلم على بلده البصرة، حتى إنه -فيما يبدو- لم يدخل بغداد قط، ومن ثم لم يذكره الخطيب في تاريخه.
1 / 7