90

طبقات الشعراء

محقق

عبد الستار أحمد فراج

الناشر

دار المعارف

رقم الإصدار

الثالثة

مكان النشر

القاهرة

فاستحسنه منه أمره بملازمته، ففعل، فلما عنده طويلًا امتدحه بقصيدته التي يقول فيها: ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة ... بحرة ليلي حيث ربتني أهلي بلاد بها نيطت علىّ تمائمي ... وقطعن عني حيث أدركني عقلي وهل أسمعن الدهر أصوات هجمة ... تطالعن من هجل حفيٍّ إلى هجل فإن كنت عن تلك المواطن حابسي ... فأسبغ عليّ الرزق واجمع إذن شملي فقال له الوليد: قد أمرنا لك بمائتي ناقة سوداء، ومائتي ناقة حمراء، تضيء هذه من هنا، وتظلم تلك من هنالك، فخذ الكتب بذلك إلى مصدّق كلب يدفعها إليك. فأخذ ابن ميادة الكتب ومضى نحوه، فلما قرأ كتابه قال له: أعفني من الجعودة وقد كان أمر له بها جعادا، فأبي أن يقبلها إلا جعادا كما أمر له، وتماحل هو المصدق في ذلك، وكتب ابن ميادة إلى الوليد يعلمه ذلك، وضمن كتابه هذين البيتين: ألم يبلغك أن الحيّ كلبًا ... أرادوا في عطيتك ارتدادا أرادوني بها لونين شتى ... وقد أعطيتها دهمًا جعادا فكتب الوليد إلى المصدق يتوعده ويأمره أن يسلمها إليه - كما أمر - برعاتها وأدواتها. فأقبل يسوقها حتى أقبل بها على حيه. واسمه الرماح بن أبرد، وميادة أمه، وكانت أم ولد، وهو من بني

1 / 106