قَالَ: " لَمَّا افْتَتَحْنَا أَصْبَهَانَ وَكَانَ بَيْنَ عَسْكَرِنَا وَبَيْنَ الْيَهُودِيَّةِ فَرْسَخٌ، فَكُنَّا نَمْتَازُ مِنَ الْيَهُودِيَّةِ قَالَ: فَأَتَيْتُهُمْ يَوْمًا فَإِذَا الْيَهُودُ يَلْعَبُونَ وَيَزْفِنُونَ قَالَ: فَقُلْتُ: مَا لَكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَنْتَزِعُوا يَدًا مِنْ طَاعَةٍ، قَالُوا: لَا وَلَكِنَّ مَلِكَنَا الَّذِي نَسْتَفْتِحُ بِهِ عَلَى الْعَرَبِ يَدْخُلُ غَدًا، قُلْتُ: مَلِكُكُمُ الَّذِي تَسْتَفْتِحُونَ بِهِ عَلَى الْعَرَبِ يَدْخُلُ غَدًا؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: فَقُلْتُ لِصَدِيقٍ لِي مِنْهُمْ: أَبِيتُ عِنْدَكَ اللَّيْلَةَ؟ قَالَ: وَخَشِيتَ أَنْ أُقْتَطَعَ دُونَ الْعَسْكَرِ، قَالَ: فَبِتُّ عَلَى ظَهْرِ بَيْتٍ لَهُ حَتَّى صَلَّيْتُ الْغَدَاةَ، فَإِذَا الرَّهْجُ يَجِيءُ مِنْ قِبَلِ عَسْكَرِنَا فَإِذَا أَنَا بِرَجُلٍ قَاعِدٍ فِي مِنْبَرٍ عَلَيْهِ مِنْ رَيْحَانٍ، وَإِذَا الْيَهُودُ حَوْلَهُ يَزْفِنُونَ وَيَلْعَبُونَ، فَنَظَرْتُ فَإِذَا ابْنُ صَائِدٍ فَدَخَلَ الْمَدِينَةَ وَلَمْ يُرَ بَعْدَ ذَلِكَ "