طبقات الأولياء

ابن الملقن ت. 804 هجري
29

طبقات الأولياء

محقق

نور الدين شريبه من علماء الأزهر

الناشر

مكتبة الخانجي

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤١٥ هجري

مكان النشر

بالقاهرة

من كلامه: " من نظر إلى الدنيا نظر ارادة وحب لها أخرج الله نور اليقين والزهد من قلبه ". وقال: " ما ابتلى الله عبدًا بشىء أشد من الغفلة والقسوة ". وطلب العلم ثلاثين سنة، فلما بلغ الغاية غرق كتبه، وقال: لم أفعله تهاونًا ولا استخفافًا بحقك، ولكن طلبنا الهداية فحصلت، فاستغنيت عنك به ". فان قلت: " هذه اضاعة مال! ". قلت: " لعله كان فيها شيء لا يرى تعديه إلى الغير. وقد روى نحو هذا عن سفيان الثوري الأمام، انه أوصى بدفن كتبه، وكان ندم على أشياء كتبها عن الضعفاء، وقال: " حملني عليها شهوة الحديث ". فكأنه لما عسر عليه التمييز بين الصحيح وغيره، أوصى أن تدفن كلها. أو أن هذا من باب إلقاء أهل السفينة الموال رجاء النجاة. واين ذلك من غرق النفس فى بحر الركون إلى المألوفات المنافية لصفاء الذكر، والالتجاء إلى الله تعالى في فسيح أبواب الفكر، لا سيما إذا خاف فوات الأولى بالاشتغال به،

1 / 32