المكان فى الوقت أرضا بورا غامرة لا ساكن بها فأحدثوا المنازل وتصرفوا فى وجوه العمارة والفلاحة وأسباب الغروس والزراعة وسكنوا، وكان بنواحى صايك (3) مدينة يرتفق أهلها بمراعى هذه الناحية ويتصرفونها (20) فثقل عليهم ما حدث بجوارهم من الأسباب فيقال إنهم مانعوهم عما أرادوه من بعض متصرفاتهم فجرت بينهم حروب واتصلت بينهم وقائع وشغوب وتطاولت بهم المشاغبة والمواثبة الى أن صارت الغلبة لليهود وتم بذلك ما حاولوه من تأسيس اليهودية وتصرف أربابهم فى الغروس على المياه واستنبطوها من مظانها وأجروها فى عماراتهم وكثرت إصاباتهم بالزروع فى الأراضى البور واقتنوا الماشية وما يضطر اليه أهل الأمصار وتمصرت فسكنها من رغب فى رفاهة العيش ورغده وتوطنها كبار دهاقين الجاهلية وسراة تناء الإسلام وأرباب النعم، وقرأت فى بعض الكتب أن خراجها فى بعض الأوقات كان يبلغ اثنى (12) عشر ألف ألف درهم، والغالب على أربابهما الرغبة فى الخير وحسن ذكر السلف وحب المعروف وفعله وكان منهم ...... (14)، وكانت المدينة أحسن حالا وأكثر تجارة وأموالا من اليهودية (15) وكان بها قوم سراة ووليها سادة من الولاة وقصدها عالم من الناقلة والطراة ومنهم ...... (16) ............، (17) (10) [101 ظ] والكرج مدينة متفرقة ليس لها اجتماع المدن وتعرف بكرج أبى دلف وكانت مسكنا له ولآله وأولاده الى أن زالت أيامهم وبناؤهم كبناء الملوك قصور عالية وأبنية واسعة وفضاء وفسحة ولها زروع ومواش وليس بها كثير بساتين ومنتزهات وفواكههم من بروجرد وغيرها
صفحة ٣٦٧