السمو الروحي الأعظم والجمال الفني في البلاغة النبوية

مصطفى صادق الرافعي ت. 1356 هجري
34

السمو الروحي الأعظم والجمال الفني في البلاغة النبوية

محقق

أبو عبد الرحمن البحيري وائل بن حافظ بن خلف

الناشر

دار البشير للثقافة والعلوم

رقم الإصدار

الأولى

فَخَرَجُوا يَمْشُونَ» (١). انتهى الحديث. وأنا فلست أدري، أهذا هو النبي ﷺ يتكلم في الإنسانية

(١) صحيح: البخاري (٢٢١٥، ٢٢٧٢، ٢٣٣٣، ٣٤٦٥، ٥٩٧٤)، ومسلم (٢٧٤٣) عن عبد الله بن عمر ﵄. والحديث جاء عن غير واحد من الصحابة بألفاظ متقاربة مع اختلاف في الترتيب. وقد استوعب طرقَه الحافظُ الطبرانيُّ ﵀ في كتاب "الدعاء"، فانظره إن شئت [(ص٧٤ - ٨٣) ط/ دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان]. وانظر أيضًا "فتح الباري" [(٦/ ٦١٤ - ٦٢٠) ط/ دار الحديث بالقاهرة]، و"مجمع الزوائد" (٨/ ١٤٠ - ١٤٤). فائدة نفيسة جدًّا: هذا الحديث أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (٤/ ٢٧٤ - ٢٧٥)، والبزار، والطبراني بسند حسن - كما قال الحافظ في "الفتح" (٦/ ٦١٤) - عن النعمان ابن بشير ﵄ أنه سمع رسول الله ﷺ يذكر الرقيم، فقال: «إن ثلاثة كانوا في كهف فوقع الجبل ...» فذكر الحديث بنحو ما سبق. فهذا الحديث تفسير من النبي ﷺ للرقيم الذي ورد ذكره في قوله (تعالى): ﴿أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبًا﴾ [الكهف:٩]. فبين النبي ﷺ في هذا الحديث أن أصحاب الرقيم هم الثلاثة الذين آواهم المبيت إلى غار. إذا عُلم هذا استرحنا من الخلاف والاضطراب الكثير المبثوث في كتب التفسير حول الرقيم. والله الموفق لا رب سواه.

1 / 38