السلوك لمعرفة دول الملوك
محقق
محمد عبد القادر عطا
الناشر
دار الكتب العلمية
الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٨هـ - ١٩٩٧م
مكان النشر
لبنان/ بيروت
سنة ثَمَان وَعشْرين وسِتمِائَة وفيهَا انْفَرد الْعَزِيز صَاحب حلب بِالْملكِ وَقد بلغ ثَمَانِي عشرَة سنة وتسلم الخزائن من أتابكه شهَاب الدّين طغريل ففام بتدبير الْملك قيَاما مشكورًا وسير القَاضِي بهاء الدّين بن شَدَّاد إِلَى الْملك الْكَامِل بِسَبَب إِحْضَار صَفِيَّة خاتون ابْنة الْكَامِل - وَهِي زَوْجَة الْعَزِيز - فَأَقَامَ بِالْقَاهِرَةِ حَتَّى سنة تسع وَعشْرين وسِتمِائَة وفيهَا قدم الْأَشْرَف من دمشق على الْملك الْكَامِل وَمَعَهُ الْملك الْمُعظم - صَاحب الجزيرة - فِي عَاشر جُمَادَى الأولى فسر السُّلْطَان بقدومهما. وفيهَا سَار الْملك الْكَامِل إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة وَترك الْأَشْرَف بِالْقَاهِرَةِ واستصحب مَعَه صَاحب الجزيرة بَعْدَمَا أنعم عَلَيْهِ إنعامًا موفورًا. وفيهَا تحرّك التتر. وفيهَا قدم الْملك مجير الدّين بن الْعَادِل إِلَى الْقَاهِرَة وَكَانَ مأسورًا عِنْد الْخَوَارِزْمِيّ فسر بِهِ الْكَامِل وأكرمه هُوَ وَأَخُوهُ تَقِيّ الدّين عَبَّاس. وفيهَا مَاتَ السُّلْطَان جلال الدّين خوارزم شاه بَعْدَمَا هَزَمه التتر بِبَعْض قرى ميافارقين قَتله بعض الأكراد. وفيهَا وصل التتر إِلَى إربل وَقتلُوا من الْمُسلمين مَا لَا يُحْصى عَددهمْ إِلَّا خالقهم. وفيهَا شرع الْملك الْكَامِل فِي حفر بَحر النّيل الَّذِي فِيمَا بَين المقياس وبر مصر وَعمل فِيهِ بِنَفسِهِ وَاسْتعْمل الْمُلُوك والأمراء والجند فَلَمَّا فرغ من الْحفر صَار فِي أَيَّام احتراق النّيل يمشي من المقياس وَالرَّوْضَة إِلَى بر الجيزة وَاسْتمرّ المَاء فِيمَا بَين مصر وَالرَّوْضَة لَا يَنْقَطِع فِي زمن الاحتراق الْبَتَّةَ وَكَانَ السُّلْطَان قد قسط حفر هَذَا الْبَحْر على الدّور الَّتِي بِالْقَاهِرَةِ ومصر وَالرَّوْضَة بالمقياس وَاسْتمرّ الْعَمَل فِيهِ - من مستهل شعْبَان إِلَى آخر شَوَّال - مُدَّة ثَلَاثَة أشهر.
1 / 363