سموا لدراك المجد والثار والعلى ... ورووا قناهم من دما كل طاغيه
وساروا على متن الخيول وسوّروا ... بذي شطب عضب وسمراء عاليه
على لهم لم يبرحوا في خفاظه ... مدى الدهر والأزمان عنه محاميه
فهم سادة الأقوام شرقًا ومغربًا ... وبرًا وبحرًا والقروم المباهيه
فلا غرو ان كان النبي محمد ... إليهم لينمى في جراثيم ساميه
به افتخروا يوم الفخار وقوضوا ... بناء العلى عن كل قوم مضاهيه
به كسروا كسرى وفلوا جموعه ... لكثرتها لم تدر في العهد ماهيه
ونافوا على الأطواد عزًا ورفعة ... وزادوا على الآساد بأسًا وداهيه
بلاغًا صريحًا واضحًا كاشفًا له ... قناع المحيا فليبين داعيه
وإياهم والريث عن نصر خدنهم ... ولا تؤمن الدنيا فليست بصافيه
وقل لهم يسرون فوق جيادهم ... خفايا كما تمشي مع السقم عافيه
قوله في الغزل
مثير غرام المستهام ووجده ... وميض سرى من غدر سلع ونجده
وبات بأعلى الرقمتين التهابه ... فظل كئيبًا من تذكر عهده
يحنّ إلى نحو اللوى وطويلعٍ ... وبانات نجد والحجاز ورنده
وضال بذات الضال مرح غصونه ... تفيأه ظبي يميس ببرده
كثير التجني ذو قوام مهفهف ... صبيح المحيا لا وفاء لوعده
يغار إذا ما قست بالبدر وجهه ... ويغضب إن شبهت وردًا بخده
مليح تسامى بالملاحة مفردٌ ... كشمس الضحى كالبدر في برج سعده
ثناياه برق والصباح جبينه ... وأما الثريا قد أنيطت بعقده
فمن وصله سكنى الجنان وطيبها ... ولكن لظى النيران من نار صده
ترآى لنا بالجيد كالظبي تالعًا ... أسارى الهوى من حكمه بعض جنده
روى حسنه أهل الغرام وكلهم ... يتيه إذا ما شاهدوا ليل جعده
يعلم علم السحر هاروت لحظه ... ويروي عن الرمان كاعب نهده
مضاء اليمانيات دون لحاظه ... وفعل الردينيات من دون قده
إذا ما نضا عن وجهه البدر حجبه ... صبا كل ذي نسك ملازم زهده
بروحي محيا قاصرٌ عنه كل من ... أراد له نعتًا بتوصيف حده
هو الحسن بل حسن الورى منه محتدي ... وكلهم يعزى لجوهر فرده
وما تفعل الراح العتيقة بعض ما ... نبسمه بالمحتسي صفو ورده
قوله في مليح اعتل طرفه
يا جوهرًا فردًا علا ... من أين جاءك ذا العرض
وعلام طرفك ذا المريض ... أعله هذا المرض
عهدي به مما يصيب ... فكيف صار هو الغرض
ها قلبي المعمود نصبٌ ... م للنوائب يرتكض
فاجعله يا كل المنى ... بدلًا لما بك أو عوض
فأسلم مدى الأيام يا ... ذا الحسن ما برق ومض
فمذ اعتللت أخا المها ... في الطرف ما طرفي غمض
ونحيل جسمي مذ دنف ... ت وحق عينك ما نهض
أنت المراد وليس لي ... في غير وصلك من غرض
قال مشجرًا
خلت خال الخد في وجنته ... نقطة العنبر في جمر الغضا
دامت الأفراح لي مذ أبصرت ... مقلتي صج محيا قد أضا
يتمنى القلب منه لفتةً ... وبهذا الحظّ للعين رضا
جاهل رام سلوًا عنه إذ ... حظر الوصل وأولاني النضا
هامت العين به لما رأت ... حسن وجه حين كنا بالأضا
قال في النسيب
سلا بطن مرو والغميم وموزعا ... متى اصطافها ظبي النقا وتربعا
وهل حل من شرقيها أرض هجلةٍ ... وهل جادها مزن فسال وأمرعا
1 / 9