ان يجمع الشمل في تلك البقاع وإن ... يروي غليل صدٍ ما زال حرّانا
بحق آبائك الغرّ الكرام ومن ... غدوا لنا دون كل الناس أعوانا
ما حركت نسمات الريح مورقة ... من النبات وهزّت منه أفنانا
من شعره قوله مخاطبًا الوالد
زرت خلًاّ صبيحةً فحباني ... بسؤآل أشفى وأرغم شاني
قال لما نظرت نور محياه ... ونلت المنى وكل الأماني
كيف أصبحت كيف أمسيت مما ... ينبت الحب في قلوب الغواني
فتحرجت إن أفوه بما قد ... كان مني طبعًا مدى الأزمان
يا أخا المجد والمكارم والفضل ... ومن لا أرى له اليوم ثاني
أدرك أدرك متيمًا في هواكم ... وأكففن عنه صولة الحدثان
وأبق وأسلم منعمًا في سرور ... ما تغنت ورق على غصن بان
فراجعه الوالد بقصيدة أولها
ليت شعري متى يكون التداني ... لبلاد بها الحسان الغواني
وبها الكرم مثمر والأقاحي ... ضحكت عن ثغور زهر لجاني
والبساتين فائحات بعطر ... يخجل العنبر الزكي اليماني
وطيور بها تجاوبن صبحًا ... وعشيًا كنغمة العيدان
وبألحانها تذيب ذوي اللب ... وتحيي ميتًا من الهجران
وتمشى بها الظباء الحوالي ... مائسات كناعم الأغصان
كل خود تسطو بلحظ حسام ... وتثنى كما قنا المران
وجهها الصبح إنما الفرع منها ... ليل صب من لوعة الحب فاني
غادة كالنجوم عقد طلاها ... ما اللآلي وما حلى العقيان
إن ياقوت خدها أرخص الياقوت ... سعرًا وعائب المرجان
ومنها
كل يوم يقضى بقرب لديها ... فهو يوم النيروز والمهرجان
ومنها
تلك من فاقت الظباء افتنانًا ... فلذا وصفها أتى بافتنان
ما لمضنى أُصيب من أسهم اللحظ ... م نجاة من طارق الحدثان
أذكرتني أيام تلك وأغرت ... أعيني بالبكاء والهملان
ومنها
نفثات كالسحر يصدعن في قلب ... معنىًّ من الملامة عاني
ومنها
كلمات لكنها كالدراري ... وسطور حصت بديع المعاني
إذ أتت من أخ شقيق المعالي ... فائق الأصل غرة في الزمان
ضافي الود صافي القلب قرم ... كعبة المجد في ذرى كيوان
ذاكرًا لي بها تزايد شوق ... وولوعًا به مدى الأزمان
ففهمت الذي نحاه ولكن ... ليت شعري يدري بما قد دهاني
أنا قيس في الحب بل هو دوني ... لا جميل حالي ولا كابن هاني
يا أخا العزم قد سلمت ووجدي ... طافح زائد بغير تواني
فلحتفي أبصرت من قد رماني ... وعنآءٌ تصيد الغزلان
إن تشأ شرح حال صب كئيب ... فلقد قاله بديع المعاني
مرضي من مريضة الأجفان ... عللاني بذكرها عللاني
هذا البيت للشيخ محيي الدين العربي ﵁ مطلع قصيدة وبعده
غنت الورق في الرياض وناحت ... شجو هذا الحمام مما شجاني
بأبي طفلة لعوب تهادى ... من بنات الخدور بين الغواني
طلعت في العيان شمسًا فلما ... أفلت أشرقت بأفق جناني
عاد شعر السيد وله مذيلًا بيت أبي زمعه جد أمية بن أبي الصلت ومادحًا الوالد
أشرب هنيئًا عليك التاج مرتفعًا ... برأس غمدان دارامنك محلالا
تسعى إليك بها هيفاء غانية ... مياسة القد كحلا الطرف مكسالا
إذا تثنت كغصن البان من ترف ... وإن تجلت كبدر زان تمثالا
كأنها وأدام الله بهجتها ... تكونت من محيا دهرنا خالا
وكيف لا وهي أمست فيه ساحبة ... بخدمة السيد المفضال أذيالا
1 / 17