246

التصوف - المنشأ والمصادر

الناشر

إدارة ترجمان السنة

الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م

مكان النشر

لاهور - باكستان

تصانيف

قلب عبدي، لا يقف عليه أحد من خلقي.
قال أبو الحسن بن أبي ذر قي كتابه منهاج الدين أنشدونا للشلبي:
علم التصوف لا نفاذ له ... علم سنيّ سماويّ ربوبيّ
فيه الفوائد للأرباب يعرفها ... أهل الجزالة والصنع الخصوصي) (١).
وبالغوا في مدحه حتى قالوا:
(سئل بعض العلماء عن علم الباطن: أي شيء هو؟
فقال: سرّ من سرّ الله تعالى يقذفه في قلوب عباده لم يطلع عليه ملكا ولا بشرا) (٢).
و(علم الباطن سر من أسرار الله) (٣).
وكذب الآخر على رسول الله ﷺ حيث نسب هذا الكلام إليه صلوات الله وسلامه عليه فقال:
(علم الباطن سر من أسرار الله تعالى وحكمة من حكمته يقذفه في قلوب من يشاء من عباده) (٤).
ولقد بين داود القيصري من هم أصحاب العلم الباطن، وما هي قيمتهم ومنزلتهم مقابل أصحاب الظاهر، شارحا مبيّنا الحديث الموضوع الذي ذكرنا فيما سبق، فيقول:
(ولما كان للكتاب ظهر وبطن وحد ومطلع، كما قال ﵇: (إن للقرآن ظهرًا وبطنًا وحدًا ومطلعًا)، وقال ﵇: (إن للقرآن بطنًا ولبطنه بطنًا، إلى سبعة أبطن) وفي رواية (إلى سبعين بطنًا)، وظهره: ما يفهم من ألفاظه ويسبق الذهن إليه. وبطنه: المفهومات اللازمة للنظر الأول. وحدّه: ما إليه ينتهي غاية إدراك الفهوم والعقول، ومطلعه: ما يدرك منه على سبيل الكشف والشهود، من الأسرار الإلهية والإشارات الربانية. والمفهوم الأول، الذي هو الظهر، للعوام والخواص. والمفهومات اللازمة له (هي) للخواص ولا مدخل فيها للعوام. والحدّ للكاملين. والمطلع لخلاصة أخص الخواص كأكابر الأولياء. وكذلك التقسيم في

(١) التعرف لمذهب أهل التصوف للكلاباذي ص ١٠٥، ١٠٦.
(٢) قوت القلوب لأبي طالب المكي ج١ ص ١٢٠.
(٣) جامع الأصول في الأولياء للكمشخانوي ص ٢٥٨.
(٤) جمهرة الأولياء للمنوفي الحسيني ج١ ص ٨٨.

1 / 249