236

التصوف - المنشأ والمصادر

الناشر

إدارة ترجمان السنة

الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م

مكان النشر

لاهور - باكستان

تصانيف

وبمثل ذلك نقل الشعراني عن سيده محمد الحنفي أنه قال:
(وههنا كلام لو أبديناه لكم لخرجتم مجانين لكن نطويه عمن ليس من أهله) (١).
وهذا عين ما ذكره الشيعة عن جعفر بن الباقر أنه قال:
(إن عندنا والله سرا من سرّ الله، وعلما من علم الله، أمرنا الله بتبليغه، فبلّغنا من الله ﷿ ما أمرنا بتبليغه، فلم نجد له موضعا ولا أهلا ولا حمالة يحتملونه) (٢).
ونسبوا إلى علي ﵁ أنه قال:
(إن أمرنا صعب مستصعب لا يحمله إلا عبد امتحن الله قلبه للإيمان، ولا يعي حديثنا إلا صدور أمينة، وأحلام رزينة) (٣).
أيضا (لا يحتمله ملك مقرب، ولا نبي مرسل، ولا مؤمن أمتحن الله قلبه للإيمان) (٤).
هذا وأن الصوفية اتهموا أبا هريرة ﵁ أنه قال:
(حفظت من رسول الله ﷺ جرابين من العلم: أما أحدهما فبثثته في الناس، وأما الآخر فلو بثثته لقطع مني هذا البلعوم) (٥).
كما كذبوا على عليّ بن الحسين زين العابدين أنه قال:
(يا ربّ جوهر علم لو أبوح به ... لقيل لي: أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي ... يرون أقبح ما يأتونه حسنا
إني لأكتم من علمي جواهره ... كي لا يرى الحق ذو جهل فيفتننا) (٦).

(١) طبقات الشعراني ج٢ ص ٩٨.
(٢) الأصول من الكافي ج١ ص ٤٠٢، أيضا بصائر الدرجات الكبرى للصفار ص ٤٠.
(٣) انظر نهج البلاغة.
(٤) الأصول من الكافي ج١ ص ٤٠٢.
(٥) إيقاظ الهمم لابن عجيبة الحسني ص ١٤٥ ط مصر.
(٦) أيضا.

1 / 239