دراسات في التصوف
الناشر
دار الإمام المجدد للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م
تصانيف
ولا شاهدًا للجدّ ... فيكون متدينًا ... بالمراياة
فإن هذه الأوصاف كلها شعب من عبادة النفس (١).
وقال أيضا تحت عنوان الرجاء:
" الرجاء أضعف منازل المريد لأنه معارضة من وجه، واعتراض من وجه، وهو وقوع في الرعونة في مذهب هذه الطائفة " (٢).
وحكى عماد الدين الأموي وغيره أن داود ﵇ أوحى إليه الرب ﵎ أن أودّ الأولاد إليّ عبدني بغير نوال ... ومن أظلم ممن عبدني لجنة أو نار، لو لم أخلق جنة ولا نارًا ألم أكن أهلًا لأن أطاع " (٣).
ومن احتقارهم وأزدرائهم بالجنة ما ذكروا عن الصوفي عثمان بن عاشوراء أنه قال:
" خرجت من بغداد أريد الموصل فأنا أسير، وإذا أنا بالدنيا قد عرضت لي بعزّها وجاهها ورفعتها ومراكبها وملابسها ومزيّناتها ومشتهياتها فأعرضت عنها، فعرضت عليّ الجنة بحورها وقصورها وأنهارها وثمارها فلم أشتغل بها، فقيل لي: ياعثمان، لو وقفت مع الأولى لجبناك عن الثانية، ولو وقفت مع الثانية لحجبناك عنا " (٤).
ومثل نقل عن البسطامي أنه قال:
" الجنة هي الحجاب الأكبر لأن أهل الجنة سكنوا إلى الجنة، وكل من سكن إلى سواه فهو محجوب " (٥).
وقال الأموي:
" الخواص من الأولياء زهدوا في الحور العين وغيرهم من النعيم للنظر إلى وجه الله تعالى، ثم أعرضوا عن الحور العين والقصور والإتكاء على الفرش والأرائك واللحوم والفواكه إلى مشاهدة كمال إله الكل " (٦).
وفي هذا المعنى نقل الشعراني عن محمد الحنفي أنه دخل الحمام يومًا مع الفقراء،
(١) منازل السائرين للخواجة عبد الله الأنصاري الهروي ص ٦٨ ط إنتشارات مولى نشر أفغانستان ١٣٥٠هـ. (٢) أيضًا ص ٦٠. (٣) حياة القلوب لعماد الدين الأموي ج ٢ ص ٢١٥ بهامش قوت القلوب، أيضًا غيث المواهب العلية. (٤) غيث المواهب العلية ج ١ ص ١٨٠. (٥) النور من كلمات أبي طيفور للسهلجي ص ١٦٣. (٦) حياة القلوب للأموي ج ٢ ص ١٢٩.
1 / 83